علوم الأرض والجيولوجيا

نبذة تعريفية عن مادة الأسْفَلْتُ

1997 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثاني

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

مادة الأسْفَلْتُ علوم الأرض والجيولوجيا

عَرَفَ الإنسانُ الأَسفلتَ منذُ قديمِ الزمانِ، ويُحْكَى أنَّ سفينةَ نُوْحٍ والتَّابوتَ الذي كانَ به سيدُّنا موسَى حينما أَلْقَيَ به في الَيمِّ كانا مطليَّيْن بطبقةٍ من الأَسْفَلْتِ حتى لا يتسـرَّبَ الماءُ إلى داخلِهما.

وتشيرُ الآثارُ القديمةُ في العراقِ إلى استخدامِ الأسفلتِ كمادَّةٍ لاصِقَةٍ في بِناءِ الأبراجِ الشامِخَةِ وذلك مُنُذُ ما يزيدُ عَلَى أربعةِ آلافِ عَامٍ.

ويتكوَّن الأَسفلتُ من مادةٍ صلبةٍ غيرِ بِلُّوريةٍ ذائبةٍ في مادةٍ شديدةِ اللُّزوجةِ، ولهُ خواصُّ لاصقةٌ ولونٌ أسودُ أو بُنِّيٌّ داكنٌ جداً. وتختلفُ درجةُ تماسكِه باختلافِ درجةِ حرارتهِ.

فهو صُلْبٌ عندَما يكونُ بارداً ولكنَّه يلينُ بالتَّسخِين. ولا يذوبُ الأسفلتُ في الماءِ ولا يَسْمَحُ بَنَفاذِه.

 

وهو مادةٌ سهلةُ الاحتراقِ، ويتصاعدُ منهُ عندَ اشتعالهِ دُخَانٌ أسودُ كثيفٌ.

أمَّا مِن الناحيةِ الكيميائيةِ فيتكونَّ الأسفلتُ من خليطٍ من عَدَدٍ كبيرٍ من المَوادِّ العُضْوِيِّةِ التي تتكوَّنُ أساساً من الكربون والهَيْدْرُوجين، ويحتوي بعضُها على عناصِر الكبريتِ والنيتروجين والأكسجين وبعضِ المعادِن.

ويعتبرُ استخدامُ الأسفلتِ في رَصْفِ الطُّرُقِ أهمَّ استخداماتهِ على الإطلاق. وتبدأُ هذه العمليةُ بصَهْر الأسفلتِ الذي تَمَّ إعدادُه لهذَا الغرضِ، ويضافُ إليه الرملُ والحَصـَى بكَمِيَّاتٍ تختلفُ باختلاف العَمَل المطَلْوُبِ.

 

ثم يُصَبُّ هذا الخليطُ على الطُّرقِ المُرَادِ رصفُها ثم يُبْسَطُ ويُكْبَسُ بآلاتٍ خاصَّةٍ. ولقدْ ساعدَ استخدامُ الأسفلتِ على تَطَوُّرِ هندسةِ إِقامةِ الشوارعِ داخلَ المدنِ ومَدِّ الطُرُقِ بينَ البلادِ المختلفةِ مِمَّا أسهمَ مساهمةً فعَّالةً في تسهيلِ عمليَّاتِ النقل البَرِّيِّ المختلفةِ.

وقد استخرجَ الإنسانُ الأسفلتَ في الماضِي من الصخورِ والرمالِ الأسفلتيةِ.

وتوجدُ أقدمُ محاجرِ الأسفلتِ في وادِي الأردن والبحرِ المَيِّت بفلسطينَ وشمالِ العِراقِ، وهناك محاجرُ أخرَى كثيرة في كَنَدَا ونواحِي متفرقةٍ من أوروبا وأمريكا.

 

ونحصلُ حَالِيًّا على مُعْظَمِ حاجَتِنَا من الأسفلتِ من بقايا تقطيرِ النفطِ الخامِ بعد أن نستخلصَ منه الجَازُولين والكِيرُوسِين والزُّيوتَ الثقيلةَ.

وهناكَ أنواعٌ مختلفةٌ من الأَسفلتِ، تختلفُ في تركيبها الكيميائِيِّ وخواصِّها الفيزيائيةِ، وتُستَخدمُ هذه الأنواعُ في العديدِ من الأغراضِ الصناعيّةِ. وتعتمدُ هذه الاستخداماتُ على قُدْرةِ الأسفلتِ على

الالتصاقِ وصَدِّ الماءِ ومقاومتهِ لتأثيرِ الموادِّ الكيميائيةِ. ومثالُ ذلك استخدامُه في صناعةِ الورنيش والأصباغ والمَطَّاطِ، إضافةِ إلى تغطيةِ أسْطُحِ البناياتِ لمنعِ تَسَرُّبِ مياهِ الأمطارِ، وطلاءِ وَرق التغليفِ وغيرِ ذلك.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى