نبذة تعريفية عن مبدأ “التَّفْرِقَة العُنْصُرِيَّة” بين الناس
1995 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السادس
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
التَّفْرِقَة العُنْصُرِيَّة العلوم الإنسانية والإجتماعية المخطوطات والكتب النادرة
التفرقة أو التمييز هي كلمة تُعبر عن عملية حرمان فرد ما أو جماعة ما من التساوي في الفرص والحقوق والواجبات.
والتفرقة العنصرية هي تطبيق لمفهوم التفوق العنصري، وهو مبدأ يُقسِّم الناس إلى أجناس متفوقة وأخرى متدنية، ويعطي الأجناس المتفوقة امتيازات مادية ومعنوية، ولا يعطي هذه الامتيازات إلى الأجناس الأقل مرتبة.
فعلى سبيل المثال، نجد أن الحكومات التي تمارس التفرقة العنصرية تقوم بمنح الجنس المتفوق أو المتميز مناطق ممتازة ليسكن فيها، وكذلك مدارس ومستشفيات خاصة، ومناصب عليا. كما يتمتع أبناء الجنس المتفوق بخدمات وامتيازات عددية أخرى.
من جهة أخرى يعيش أبناء الجنس الأدنى في حرمان، يعانون الظلم والقهر المعنويّ والمادي، ويعملون في الوظائف المتدنية.
لذلك نجدهم فقراء وناقمين على النظام الحاكم الذي يحمي هذه التفرقة العنصرية، وناقمين على أبناء الجنس المتفوِّق.
ومن أمثلة ممارسات التفرقة العنصرية، نجد النظام العنصريَّ الحاكم (سابقاً) في دولة جنوب أفريقيا، حيث كانت تتمتع الأقلية البيضاء الحاكمة بكل الامتيازات، بينما تعاني غالبية سكان جنوب أفريقيا وهم من الأفارقة السود من الحرمان والاضطهاد.
كذلك نجد أن دولة الكيان الصهيوني دولة إسرائيل تمارس أيضاً أبشع صور التفرقة العربي الفلسطيني.
فبينما يتمتع اليهود في فلسطين العنصرية ضد الشعب المحتلة بكل الفرص والحقوق والامتيازات، لأنهم يَعُدُّون أنفسهم جنساً متميزاً وبأنهم شعب الله المختار، نجدهم يمارسون التفرقة العنصرية والاضطهاد والظلم بكل أنواعه ضد الشعب العربي الفلسطيني.
وقد أثبت العلم الحديث أنه لا يوجد جنس بشري متفوق على جنس بشري آخر. كما أن البشرية والمنظمات العالمية ترفض التفرقة العنصرية وتعدها من الممارسات غير الإنسانية والكريهة.
وقد رفض الإسلام التفرقة العنصـرية رفضاً قاطعاً. فالناس لا يفضل بعضهم بعضاً إلا بعلمهم وخلقهم، وصالح أعمالهم.
قال تعالى(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) (الحجرات:13).
وقد أُرسل النبي – صلى الله عليه وسلم – إلى الناس جميعاً، (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) (سبأ:28).
وأعلن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى – ولذلك كان من صحابته سَلْمَانُ الفارسي، وصُهيبٌ الرومي، وبلالٌ الحبشيّ، وكان يحبهم، ويستشيرهم، ويأخذَ برأيهم.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]