نبذة تعريفية عن مدينة سِيدني المتواجدة في أستراليا
2000 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الحادي عشر
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
مدينة سِيدني أستراليا الاماكن والمدن والدول المخطوطات والكتب النادرة
سِيدْنِي هي بابُ أُسْتْرَالْيا الرَّئيسيُّ، ومركزُها الاقتصادِيُّ، وأكبرُ وأَهَمُّ مُدُنِها، وإنْ لم تكُنْ العاصِمَة السِّياسيةَ لها.
وهي عاصِمَةُ ولايَةِ نِيو سَاوْث وِيلْز، وبها ميناءٌ يسمَّى بُورْتْ جاكْسون، وهُوَ أجملُ وأعظمُ موانئ جنوبِ المحيطِ الهادِي.
وسيدْني هي أوّلُ مُسْتَعْمَرَةٍ أوروبِيَّةٍ في قارَّةِ أسترالْيا، وقد سُمِّيَتْ بهذا الاسْمِ نسبةً إلى الفيكونْت سيدْني الأوَّلِ، الّذي كانَ مَسْؤولاً عن شُؤونِ المُستعمرَةِ. ولكنَّ قِصَّةَ بدايَتِها كانَتْ غريبَةً.
فقد أُنْشِئَتْ عامَ 1788 لتكونَ مَنْفًى للمجرمينَ والأَشْخاصِ غيرِ المرغوبينَ في بريطانْيا، ثم بَدَأَتْ بعدَ ذَلِكَ تستقبلُ كثيرًا من المهاجرينَ، خصوصًا من بريطانْيا وأيرْلَنْدا، الّذينَ كانوا يَحْلُمونَ باكْتِشافِ مناجِمَ للذَّهَبِ.
فَتَوَسَّعَتْ المدينةُ بسرعَةٍ حولَ مينائِها الذي كانَ يمثِّلُ النَّواةَ الأساسيَّةَ لسيدْنِي.
وكانَ النُّمُوُّ عَشْوائِيًّا في البِدايَةِ، فالشوارعُ ضَيِّقَةٌ ومُلْتَفَّةٌ والمباني صغيرةٌ وغيرُ مُنَظَّمَةٍ. ثم ظَهَرَتْ بعد ذلك الأحْياءُ المُخَطَّطَةُ والشوارعُ العريضةُ والمباني الضَّخْمَةُ من نَاطِحاتِ السَّحابِ.
وتَقَعُ سيدْني على الساحِلِ الجنوبِيِّ الشرقِيِّ لأسْترالْيا. وقد بُنِيَتْ على أَرضٍ مُنْخَفِضَةٍ تتناثَرُ بها بعضُ التِّلالِ الصَّغيرَةِ الّتي لا يزيدُ ارتفاعُها على 230 مترًا.
أما الميناءُ فيقعُ على خُورٍ لهُ رؤوسٌ وخِلْجَانٌ وجُزُرٌ مُتَعَدِّدَةٌ، يمتدُّ مَسافَةَ 20 كيلومترًا في عُمْقِ الأرضِ حتَّى يَتَّصِلَ بِمَصَبِّ نهرِ باراماثا.
وتمتدُّ رُقْعَةُ المدينةِ من الجبالِ الزَّرقاءِ في الغربِ إلى المحيطِ الهادي في الشَّرْقِ، ومن نهرِ هوكسبري في الشَّمالِ إلى ما بعدَ خليجِ بوتاني في الجنوبِ.
ويقعُ مركزُ المدينَةِ جنوبَ الميناءِ مباشَرَةً، وهناكَ جِسْرٌ مَعْدِنِيٌّ على شَكْلِ قَوْسٍ يربطُ مركزَ المدينَةِ في الجنوبِ بشَمالِها.
وهذا الجسرُ مع دَارِ الأُوبِرَا المَبْنِيَّةِ على الساحِلِ هما أشهرُ معالِمِ سيدْني علَى الإطْلاقِ.
ويوجدُ في سيدْني مطارٌ عظيمٌ يسمَّى «كينجْسفوردْ سمِيثْ» يبعد 10 كيلومتراتٍ عن وَسَطِ المدينَةِ ويُشْرِفُ على خليجِ بوتاني الّذي سيكونُ مَقَرًّا لميناءٍ بحريٍّ جديدٍ، غيرِ ميناءِ بورتْ جاكْسون.
وقد أدَّى التَّطَوُّرُ العُمْرانِيُّ السريعُ لهذِه المدينَةِ إلى ظهورِ مُشْكِلَةٍ مرورِيَّةٍ، ومع ذلِكَ فهناكَ العديدُ من طُرُقِ المُواصَلاتِ في سيدْني، منها مِتْرو الأَنْفاقِ، والباصَاتِ والتاكْسِياتِ والسَّيَّاراتِ الخَاصَّةِ وسياراتِ الأُجْرَةِ، فضلاً عَلى القوارِبِ الّتي تنقِلُّ الرُّكابَ علَى طولِ الجَبْهَةِ المائِيَّةِ التي يصلُ امتدادُها إلى حوالَيْ 50 كيلومترًا.
ومُناخُ سيدْني المعتدلُ طولَ العامِ هو أَحَدُ مُمَيِّزَاتِها، ولأنَّها تَقَعُ في النِّصْفِ الجنوبيِّ من الكُرَة الأَرْضِيَّةِ فإنَّ شهرَ فبراير هو أَكثرُ الشُّهورِ حرارةً، ومع ذَلِكَ فدرجةُ حرارَتِهِ في المُتَوَسِّطِ لا تزيدُ على 22° س (م)، كما أن يوليو هو أكثرُ الشُّهورِ بُرودَةً، ومتوسِّطُ حرارَتِهِ تبلغُ 12° س (م).
ويسقُطُ علَى سيدْني أمطارٌ كثيرةٌ تصلُ كَمِّيَّتُها إلى 1140 ملّيمترا في السَّنَةِ، وأكثرُها يسقطُ من أكتوبر وحتَّى مارس.
وأفضلُ الأوقاتِ لزِيارَةِ سيدْني في الرَّبيعِ والخَريفِ خاصَّةً في مارِسَ وأبريل أو في أُكتوبَرَ ونوفمبرَ.
ويزيدُ عَدَدُ سُكَّانِ سيدْني حالِيًّا على 3.7 مليون فردٍ. وهي مُجْتَمَعٌ مُتَعَدِّدُ الأُصولِ، فقد امْتَزَجَتْ الأغلبيَّةُ الإنجليزيَّةُ بالأعدادِ الكبيرَةِ الّتي وَفَدَتْ إلى المدينَةِ من الإيطاليِّينَ واللُّبنانيِّينَ والأتْراكِ واليونانيُّينَ والصِّينيِّينَ والفيتنامِيِّينَ.
ولكنْ لا توجدُ نِزَاعاتٌ بينَ هذهِ المجموعاتِ لأنّ مجتمعَ سيدْني يُؤْمِنُ بالمُساوَاةِ، وبتَعَدُّدِ الثقافَاتِ. واللُّغَةُ الإنجليزيَّةُ هي السَّائِدَةُ بينَ سُكَّانِ سيدْني، كما أنَّ أغلبِيَّةَ السُّكّانِ يَدينونَ بالمسيحِيَّةِ. وتَضُمُّ المدينةُ ثَلاثَ جامِعاتٍ هي: سيدْني، ونيو سَاوْث وِيلْز، وماكْوايَرْ.
وتتعدَّدُ أَوْجُهُ النَّشاطِ الاقتصادِيِّ في سيدني، ويأتي على رَأْسِها النَّشَاطُ الصِّناعِيُّ حيثُ يعملُ ثُلُثُ السّكّانِ تقريبًا بهذا المَجالِ.
ولا توجدُ صِناعَةٌ معيَّنَةٌ تَسودُ في المدينَةِ، إلاَّ أنّ صناعَةَ تكريرِ البِتْرولِ تنمُو باستمرارٍ. كما يَزْدَهِرُ النَّشَاطُ التِّجارِيُّ في المدينَةِ خاصَّةً وأنَّها أكبرُ مركزٍ في العالَمِ لتِجارَةِ الصُّوفِ.
وسيدْني مشورةٌ أيضًا بمَرافِقِها التَّرفِيهِيَّةِ، فإلى جانِبِ دارِ الأُوبِرَا الّتي يَعُدُّها الكثيرونَ أعظمَ أبْنِيَةِ القَرْنِ العِشرين، يوجدُ العديدُ من المتاحِفِ والمَكْتَباتِ العامَّةِ والمسارِحِ ودُورِ السِّنَما والفنادِقِ والمُنْتَجَعَاتِ السِّياحِيَّةِ.
وعلَى طولِ الساحِلِ تنتشرُ البلاجاتُ ذاتُ الرِّمالِ الذَّهَبِيَّةِ الّتي يزيدُ عَدَدُها على الثَّلاثينَ، وجميعُها صالِحَةٌ للسِّباحَةِ والتَّزَلُّجِ علَى الماءِ والتَّنَزُّهِ بالقوارِبِ والصَّيْدِ، كما يوجدُ متحفٌ للأحياءِ البَحْرِيَّةِ.
وتَتَمَتَّعُ سيدْني بمساحاتٍ واسِعَةٍ من الخُضْرَةِ تعملُ على تَنْقِيَةِ هواءِ المَدينَةِ وإكْسابِها منظرًا جميلاً، مثل الحديقةِ الوطنيَّةِ، وحديقةِ النباتاتِ النَّادِرَةِ، وحدائِقِ الحيوانِ، فضلاً على كَثْرَةِ النَّوادِي المُخَصَّصَةِ لمُمارَسَةِ الألعابِ الرِّياضِيَّةِ خاصَّةً الجولفَ والتِّنِسَ والاسكواش والكريكيت والرَّجْبَى والبيسبول.
وهذا جعل المدينةَ تفوزُ بفُرصَةِ تنظيمِ دَوْرَةِ الألعابِ الأوليمْبِيَّةِ في عامِ 2000 عن جَدَارَةٍ. وفي ضواحي سيدْني يوجدُ المُنْتَزَهُ المَلَكِيُّ الوطنيُّ إلى الجنوبِ بحوالَيْ 45 كيلومترًا، كما تنتشـرُ المُنْتَزَهَاتُ والمُخَيَّماتُ المُخَصَّصَةُ لهُواةِ التَّنْقيبِ عن الذَّهَبِ وحَجَرِ الأُوبالِ النَّفيسِ، وللرَّاغبينَ في الصَّيدِ البَرِّيِّ والنَّهْرِيِّ.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]