نبذة تعريفية عن مدينة “طهران” المتواجدة في إيران

2001 موسوعة الكويت العلمية الجزء الثاني عشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

مدينة طهران إيران الاماكن والمدن والدول المخطوطات والكتب النادرة

طَهْرَانُ هي عاصمةُ جمهورية إِيرانَ الإسلامية، وثانِيَةُ كُبْرَى مُدُنِ الشَّـرْقِ الأَوْسَط من حيثُ عددُ السّكّانِ، فلا يفوقُها في ذلِكَ إلاَّ القاهِرةُ عاصِمَةُ مِصْرَ.

طَهْرَانُ هي المَرْكَزُ الثَّقافِيُّ والاقتِصادِيّ والسِّياسِيُّ لإيرانَ، وهي تَقَعُ في شَمالِيِّ إيرانَ، تحتَ جِبال البرزِ.

وتُعَدُّ طهرانُ من أَحْدَثِ المُدُنِ في الشَّرقِ الأَوْسَطِ. وقد شُيِّدَتْ أَجْزاءٌ مِنْها أو أُعيدَ تشييدُها في العِشرينيّاتِ من القَرْنِ العِشْرينِ.

 

وشوارعُ المدينَةِ عريضَةٌ وتحيطُ بها عماراتٌ حديثةٌ شاهِقَةٌ علَى نَمط المعْمارِ الغَرْبِيِّ. وتقعُ المباني التجارِيَّةُ والحكوميَّةُ الرئيسيَّةُ، وكذلك المتاجِرُ العَصْـرِيَّةُ في وَسَط المدينَةِ.

كما تَقَعُ في المِنْطَقَةِ نفسِها الأَحياءُ التجارِيَّةُ القديمَةُ، حيثُ يقومُ التُّجَّارُ بِعَرْضِ المَنْسوجاتِ والمُجَوْهَراتِ، والمصنوعاتِ اليَدَوِيَّةِ في «بازارٍ» (سوقٍ) يرجعُ تاريخُه إلى مِئاتِ السِّنين.

ومعظمُ السُّكّانِ في طَهْرَانَ من الطَبَقَةِ الوُسْطَى، ويَعيشونَ في العِماراتِ السَّكَنِيَّةِ. وتعيشُ أعدادٌ كبيرَةٌ من الفُقَراءِ في شُقَقٍ ومَنازِلَ عتيقَةٍ في الجزءِ الجنوبِيِّ منْ طَهْرَانَ، ويعيشُ الأَثْرياءُ في منازِلَ فسيحَةٍ وجميلَةٍ في شمالِيِّ المدينَةِ. ومدينةُ طَهْرَانَ بها العديدُ من الحدائِقِ والمسارِحِ والمتاحِفِ.

 

ومن بينِ متاحِفِها مَتْحَفُ الآثارِ، ومتحفُ الأَعْراقِ البَشَـرِيَّةِ (الإنثروبولوجِيِّ) وقَصْـرُ جولْستان (أيْ: حديقةِ الورد). وبالمدينةِ عَدَدٌ من الجامعاتِ، وأكبرُها جامعةُ طَهْرَان.

وتُوَظِّفُ الحكومةُ أعدادًا كبيرَةً من المُواطنينَ. ومِنْ أَنْشِطَةِ المدينةِ الاقْتِصادِيَّةِ المَصارِفُ، والبِنَاءُ والتَّشييدُ والنِّفْطُ.

وتنتجُ المصانِعُ في طَهْرَان الطوبَ والسجائِرَ والمنسوجاتِ وغيرِها من المَنتوجات الأُخْرَى. وتُوَفِّر الحافِلاتُ وسيّاراتُ الأُجْرة خِدْماتٍ للمواصلاتِ العامَّة. وهناكَ مطارٌ دَوْلِيٌّ يَقَعُ غَرْبَ المدينَةِ.

 

ومن النّاحيةِ التاريخيَّةِ، ربما يَكونُ النّاسُ قد عاشوا في المَوْقِعِ الحالِيِّ لطَهْرَانَ قَبْلَ ثلاثةِ آلاف سنةٍ علَى الأَقَلِّ، إذْ كانَتْ طَهْرَانُ مدينةً صغيرةً حتَّى القَرْنِ الثالثَ عشرَ الميلادِيِّ.

وبَعْدَ ذَلِكَ بَدَأَتْ المدينةُ في النُّمُوِّ، وأصبَحَتْ عاصمةً لإيرانَ عام 1788م. وفي العِشرينيَّاتِ من القَرْنِ العِشـرين هُدمَ العديدُ من مبانِي طَهْرَانَ القديمةِ، وحَلَّتْ مَحَلَّها مبانٍ حديثَةٌ.

وقَدْ تَزَايَدَ عددُ سُكّانِ المدينةِ من 1.800.000 نَسَمَةٍ عامَ 1960 إلَى حوالَيْ 7.225.000 نَسَمَةً (إحصاء 1999). وهذا النُّمُوُّ السَّريعُ تَسَبَّبَ في عددٍ من المُشْكِلاتِ، مثل نَقْصِ المساكِنِ والتَّلَوُّثِ، وتكدُّسِ حَرَكَةِ المرورِ.

 

ومنذُ سبعينياتِ القَرْنِ العشرين تَمَّ توفيرُ المزيدِ من المبانِي للسَّكَنِ ولِلْمكاتِبِ في طَهْرَانَ، وذلِكَ من خِلالِ عَدَدٍ من المَشْروعاتِ العُمْرانِيَّةِ.

وقَدْ عُقِدَ في طَهْرَانَ مؤتمرٌ بتاريخِ 28 نوفمبر إلَى أوَّلِ ديسمبر 1943. ويُعَدُّ هَذَا هو الاجتماعَ الأَوَّلَ للقادَةِ الرئيسيِّينَ لِقُوَّاتِ الحُلَفَاءِ خِلالَ الحَرْبِ العالَمِيَّةَ الثَّانِيَةَ.

 

وهؤلاءِ القادَةُ، الّذين كانوا يُعْرَفُونَ بالثَّلاثَةِ الكِبارِ، هم: وِنْستون تِشِرْشِلْ رَئيس وُزَراء بريطانْيا، وفرانْكلين روزْفِلْتِ رئيسُ الولاياتِ المُتَّحِدَةِ الأَمْريكِيَّةِ، وجوزِفْ سْتالين رئيسُ الاتِّحادِ السّوفيتي (السَّابِقِ). كذلك كان أَوَّلَ مؤتمرٍ يشتركُ فيهِ رئيسا الاتِّحادِ السوفيتي والوِلاياتِ المُتَّحِدَةِ.

وقَدْ مَهَّدَت روح التّعاوُنِ الّتي انْبَثَقَتْ عن «مُؤْتَمَرِ طَهْرَانَ» الطريقَ للاتِّفاقياتِ اللاحِقَةِ بَيْنَ الحلفاءِ والّتي تَمَّت في «مُؤْتَمَرِ مَالْطا» عامَ 1945.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]