علوم الأرض والجيولوجيا

نبذة تعريفية عن “مصائد النفط” وتصنيفها

1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الثاني

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

مصائد النفط النفط تصنيفات مصائد النفط علوم الأرض والجيولوجيا

يستمر الزيت والغاز في هجرتهما الثانوية في الصخور الخازنة حتى يتصدى لهما عائق يمنع استمرار الهجرة ويتسبب في تراكمهما في صورة تجمع نفطي أو غازي أو كلاهما فيما يسمى بالمصيدة .

وبذلك يمكن أن تحتوي المصايد على الزيت المتراكم أو الغاز بحيث لا يمكنهما الهرب . والحد العلوي للمصيدة يعرف بصخر الغطاء ، أما الحد السفلي فهو سطح تماس الزيت والماء أو الغاز والماء .

وصخر الغطاء هو طبقة مصمتة من الصخر تحد مصيدة الزيت ، وتمنع هجرة النفط أو الغاز وتسمح لهما بالتجمع تحتها في الصخر الخازن .

 

وتكون المسام المتصلة في الصخر الخازن ، أساساً ، مشبعة بالماء . وحيث أن الزيت والغاز أخف من الماء فإن النفط يرتفع من خلال الماء حتى يوقفه صخر الغطاء .

وإذا كان صخر الغطاء قبوياً- على شكل طية محدبة- فإنه يعمل كمصيدة محتفظاً بالزيت والغاز من الهروب إلى أعلى أو عن طريق الجوانب .

وتمثل مياه الصخور دعامة لمكمن الزيت والغاز ، حيث أن قوى الطفو تعمل على رفع النفط إلى أعلى تجاه صخر الغطاء الذي يحد المصيدة ، مما يعمل على حفظ تجمعات النفط في هذا المكمن.

 

وقد كان العالم لوجان (1942) أول من أشار إلى ارتباط تواجد النفط تحت سطح الأرض بالأقبية والطيات المحدبة.

حيث لاحظ أن نشوعات الزيت كانت موجودة في المنطقة المجاورة لمحاور التحدبات بالقرب من مصب نهر سنت لورانس ، فيما عرف بعد ذلك بنظرية " التحدبات" ومن هنا فإن الهدف الرئيسـي للبحث والتنقيب عن النفط أصبح يتلخص في البحث عن التراكيب الجيولوجية الممثلة بالطيات المحدبة والأقبية .

 

وقد لعبت نظرية التحدبات دوراً عظيم الأهمية في تطور أعمال البحث والتنقيب عن النفط والغاز وساعدت على اكتشاف حقول كثيرة ، منها ما يعتبر من أغنى الحقول في العالم .

ونظراً لاكتشاف النفط في مصايد متنوعة ، وكثير منها غير مرتبط بالطيات المحدبة فقد اتسع مفهوم مصيدة النفط ، ليشمل عموماً جميع الأماكن الملائمة لوجود التراكمات الهيدروكربونية ، التي تمنع استمرار هجرتها وهو المفهوم الذي أدخله لأول مرة العالم "مك كولو" عام 1934 .

 

تصنيف المصائد :

إن العوامل الجيولوجية التي تتدخل في تشكيل المصائد النفطية كثيرة ومتعددة ، وهذا يؤدي بالقطع إلى تنوعها بحيث يمكن القول إنه لا يوجد في العالم مصيدتان متماثلتان تماماً .

وعموماً يميز الجيولوجيون ثلاثة أنواع من المصائد : المصائد البنيوية ، والمصائد الطباقية ، والمصائد المختلطة . (انظر شكلي 1و2).

 

– المصائد البنيوية :

وهي مصائد تشكلت أساساً بعوامل بنيوية من الطي أو التصدع أو التشقق أو قد تكون مركبة من كل هذا الذي سبق ذكره.

وأبسط أنواعها هي تلك المصيدة التي أصبح الحد العلوي للصخر الخازن فيها يُرى مقعراً عند النظر إليه من أسفل .

والمصايد البنيوية هي أكثر مصائد النفط انتشاراً ، وهي الأكثر سهولة في اكتشافها . ويتم تحديد المكمن الذي يوجد في المصيدة البنيوية بتقاطع مستوى الماء مع صخر غطاء المصيدة .

 

وتضم المصائد البنيوية أنواعاً متعددة منها التحدبات المغلقة بأنواعها أو القباب، والتحدبات المتأثرة بالصدوع ، والمناطق المغلقة قبالة الصدوع بأنواعها المختلفة ، وكذلك مكامن الزيت والغاز في الشقوق الناتجة عن التشوهات البنيوية .

أي أن المصائد النيوية تشتمل على ثلاثة أنواع : مصائد ارتبطت بعمليات الطيّ ، ومصائد مرتبطة بالصدوع، ومصائد مرتبطة بفعل الشقوق أو الكسور التكتونية .

 

– المصائد الطباقية :

وتعرف أيضاً بمصايد تغير النفاذية ، والمصايد الطباقية هي تلك التي يكون العامل الرئيسـي في تكوينها هو بعض التغيرات الطباقية أو الصخرية ، أو كلاهما ، في الصخر الخازن .

وتضم هذه التغيرات تغير السحنة، وتغيرات محلية في المسامية والنفاذية ، وكذلك أي انتهاء مفاجىء للصخر الخازن في أعلى التركيب .

 

وتضم المصائد الطباقية قسمين رئيسيين :

1- مصائد طباقية أولية تكونت أثناء مراحل تكون الصخور مثل الطبقات العدسية ، وقنوات وحواجز الصخور الرملية، ورواسب الرمال الشـريطية ، والشعاب المرجانية .

2- مصائد طباقية ثانوية ، تكونت نتيجة عمليات متأخرة عن عملية تكون الصخر ذاته مثل عمليات الإذابة والإحلال ، والسمنتة وكذلك ما ينتج عن عوامل عدم التوافق .

 

– المصائد الطباقية الفتاتية :

وتقسم هذه المصايد إلى ثلاثة أقسام : فتاتية وكيميائية وعضوية وتضم:

أ- المصائد الطباقية الفتاتية : وهي ثلاثة أنواع :

الأول :

الطبقات العدسية ، وتتكون من طبقات صخرية عدسية مسامية ومنفذة محاطة برواسب غير منفذة ، وتمتد إلى بضعة كيلو مترات .

 

الثاني :

مصائد الرمال الشـريطية ، وتتكون هذه المصايد من رواسب طولية ضيقة ويمكن اعتبارها عدسات رملية من نوع خاص.

ويبلغ طولها عدة كيلو مترات بينما عرضها قد يصل إلى حوالي الكيلو متر ، ويعتقد أن بعض المصائد الرملية من هذا النوع تكونت من حواجز بحرية بعيدة عن الشاطىء أو أنها رمال ملأت القنوات القديمة .

والتنقيب عن مصائد الرمال الشـريطية صعب لأنها نادراً ما تكون مرتبطة بتركيب جيولوجي للطبقات التي تعلوها ولهذا ينبغي حفر العديد من الآبار الاختبارية حتى يتحدد مكان وجودها .

 

الثالث :

العدسات المتكونة من صخور نارية يحيطها صخور رسوبية .

 

ب- المصائد الكيميائية :

وتتكون من صخور ذات سحنة جيرية مسامية . وتعتبر عملية إحلال الدولوميت محل الجيري مثالاً طيباً على هذا النوع من المصايد حيث يصاحب هذه العملية نقص في حجم الصخر الأصلي وتكون النتيجة وجود صخر مساميَّ منفذ .

 

ج-المصائد العضوية :

وهي من مصائد النفط الهامة ، وأهمها المصائد المتكونة من الشعاب المرجانية أو فتات العضويات تحيط بها رواسب غير منفذة .

والكتل العضوية المستديرة التي تتكون بواسطة الأحياء القاعية مثل المرجان والطحالب والرخويات والزنبقيات والمحاطة بأية أنواع من الخور تسمى " بالبيوهيرم " .

وهذا المصطلح يستعمل للتفرقة بين الشعاب الدائرية والمستطيلة ، التي قد يبلغ طولها عدة مئات من الكيلومترات وبضعة كيلومترات في العرض .أما الأشكال العدسية المسطحة من رواسب جيرية بواسطة الأحياء فتسمى "بيوستروم"

 

– المصائد الطباقية الثانوية

وهذه المصائد ترتبط عادة بأسطح عدم التوافق ولذلك فهي تسمى أحياناً بمصايد عدم التوافق .

وتحتل المصيدة الطبقات التي تعلو سطح عدم التوافق مباشرة أو التي أسفلها أو نفس الطبقة التي تشير إلى عدم التوافق وهي تتكون عادة من مواد نتجت عن عملية التعرية .

 

– المصائد المختلطة

تتكون هذه المصائد نتيجة لظروف بنيوية وطباقية بصورة متكافئة بحيث أنه إذا لم يتوافر هذان الشـرطان فلن تكون هناك ظروف مواتية لتجمع النفط أي أنه لن توجد مصيدة .

ومن أهم أنواع المصائد المختلطة تلك المصاحبة لقباب الملح . فمن المعروف أن اقتحام وتوغل الأعمدة الملحية في الصخور الرسوبية حولها ، يتسبب في طيات وصدوع وكسور وغير ذلك ، وهذه تشكل أحد أنواع المصائد المختلطة .

 

ويرتبط بقباب الملح ثلاثة أنواع من المصائد .

أ- المصائد الموجودة فوق قبة الملح وهي ممثلة عموماً بالتحدبات والصدوع .

 

ب-  مصائد القبعة الصخرية وهي أقل انتشاراً ، تكون منتجة في الطبقات العلوية من القبة نفسها ، والتي تكون قد اكتسبت صفات مسامية ونفاذية جيدة .

 

ج- مصائد الجوانب ، وهي توجد في الطبقات الخازنة المرتكزة على عمود الملح ذاته أو المقطوعة به ، حيث يتسبب الملح في إغلاق هذه الطبقات أمام هجرة النفط .

وتمتاز المكامن المرتبطة بقباب الملح بمجموعة من الخصائص الرئيسية التالية : تنوع كبير في المصائد ، وإنتاج غني من الهيدروكربونات ولكنه محصور بمساحات صغيرة ، وزيوت ثقيلة عموماً ، وضغوط المكامن تكون مرتفعة .

ويتطلب الحفر الاستكشافي والإنتاجي لمكامن القباب الملحية دقة كبيرة وذلك لتعقيدات البنية ، ولصغر المساحات المحتوية على الزيت في هذه المناطق .

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى