نبذة تعريفية عن معركة “بلاط الشهداء”
1994 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الخامس
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
معركة بلاط الشهداء أحداث تاريخية المخطوطات والكتب النادرة
بلاط الشهداء معركة حدثت بين المسلمين والفرنجة في جنوب فرنسا. وهي واحدة من عدة معارك وقعت بين العرب والفرنجة في محاولة العرب فتح جنوب أوروبا.
وترجع قصة فتح جنوب أوروبا حين حاول موسى بن نصير بعد فتح الأندلس التوجه نحو عبور جبال البرانس ودخول فرنسا.
ولكن التردد أضاع على المسلمين هذه الفرصة، ولم تتعد فتوحات العرب- حينذاك- جبال البرانس.
وفي عهد الخليفة الخامس عمر بن عبد العزيز تم تكليف السمح بن مالك باختراق جبال البرانس فاستولى على مقاطعتي سبتمانياه وبروفانس، ثم أغار على أكيتانيا وحاصر تولوز واشتبك مع حاكمها. ونشبت بين الفريقين معركة كبيرة انتهت بمقتل السمح وانسحاب جنوده.
وفي سنة 103هـ تولى أمر الأندلس عنبسه بن سحيم الكلبي، فعمل على غزو بلاد الفرنجة (فرنسا)، فاستولى على سبتمانيا ووصل إلى حوض الرون، ثم توغل في إقليم بروجنديه حتى بلغ ليون واستولى عليها، ولكنه قتل أثناء عودته، وتوقف الفتح بعد ذلك
وحين تولى امر الأندلس عبد الرحمن الغافقي في عهد الخليفة هشام بن عبدالملك خرج مع ثمانية آلاف مقاتل، فاستولى على دوقية أكيتانيا، وتوغل في السهل الممتد بين مدينتي تور وبواتيه.
استعان دوق أكيتانيا بالفرجة، فجمع شارل مارتل جيشا لمواجهة العرب على مقربة من بواتييه حيث دارت بينهم الموقعة المشهورة «بلاط الشهداء». كان جنود المسلمين محملين بغنائم كثيرة اكتسبوها في أكيتانيا.
وبعد معارك استمرت ثمانية أيام، وفي اليوم التاسع هجم المسلمون على العدو، وكان النصر أن يتم لهم، ولكن سرت إشاعة بن صفوف المسلمين بأن العدو استولى على الغنائم، فما كان من الجند إلا ان اسرعوا لحمايتها، فوقع الاضطراب في صفوف المسلمين.
وأصيب عبدالرحمن بسهم أودى بحياته، فتفرقت كلمة المسلمين، واختلف رؤساء الجند، واضطروا إلى الانسحاب في ظلام الليل. ولم يتعقب شارل جيوش المسلمين خشية ان يكون الانسحاب خدعة وتدبيرا للإيقاع بجيشه.
وتعتبر موقعة بلاط الشهداء من المواقع الحاسمة في التاريخ الإسلامي إذ لو تم النصر للعرب لوقعت أوروبا في أيديهم، وانتشر فيها الإسلام. ولم يحاول العرب المسلمون الاستيلاء على بلاد الفرنجة بعد هذه المعركة.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]