نبذة تعريفية عن مكتشفيّ المضادات الحيوية “فيلمنج وفلوري”
2006 وجدتها
ريتشارد بلات
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
المضادات الحيوية العالم فيلمنج العالم فلوري البيولوجيا وعلوم الحياة
بفضل حادثة عرضية وقعت سنة 1928 تمكن الطبيب الاسكتلندي ألكسندر فيملنج من اكتشاف واحد من أهم أسلحة الطب ضد الميكروبات، ألا وهو البنسلين.
على أنه أخفق في أن يدرك قيمته الحقيقية، إذ لم يتحول العفن المنقذ للحياة إلى دواء إلا بعد أن وقع الباحث الاسترالي هاورد فلوري على مكتشفات فليمنج في إحدى المكتبات القديمة التي تعلو رفوفها الأتربة.
ولكن منهما فيلمنج وفلوري؟
درس ألكسندر فليمنج (1881-1955) الطب في لندن بإنجلترا، وقد عمل طبيباً بالجيش في الحرب العالمية الأولى (1914-1918)، حيث شاهد الجنود يموتون من الأمراض الشائعة.
وعندما ساد السلام بدأ بالبحث عن عقاقير جديدة مضادة للميكروبات.
أما هاورد فلوري (1898-1968) فهو عبقري أسترالي شارك فليمنج اهتمامه بالعقاقير القاتلة للميكروبات.
وبحلول العام 1935، كان أستاذا للباثولوجيا (علم الأمراض وأسبابها وأعراضها) في جامعة أكسفور بإنجلترا.
لحظة الإلهام لدى فيلمنج
كان الكسندر فيلمنج عالماً فذاً، ولكنه كان فوضوياً في المختبر.
وعندما خرج في إجازة سنة 1928، ترك وراءه كومة من أطباق الهلام الخاصة بتجارب كان يجريها ولم يصادفها النجاح، حيث اعتاد أن يربي فيها البكتيرات، وعندما عاد، ذهب ليغسل تلك الأطباق، فلاحظ أن أحدها لم تنمُ عليه البكتيرات كبقية الأطباق.
لقد كان هناك بقعة من العفن فقط نمت عليه، ولكن الدائرة المحيطة بها كانت خالية من البكتيرات.
وجدتها ! أدرك فيلمنج أن العفن كان يقتل البكتيرات ، وفكر في أن تكون هذه طريقة يمكن بها شفاء الأمراض التي تسببها البكتيرات .
تقرير فليمنج
درس فليمنج العفن ( الذي أطلق عليه اسم بنسيليوم ) لبعض الوقت.
وعندما قام بحقن أرنب يتمع بصحة جيدة بالعقار، ثبت أنه لم يكن مؤذياً. ولكنه لم يقم بالخطوة التالية – وهي استخدام أرنب مريض للتحقق من جودة العقار في شفاء الأمراض.
وبدلاً من ذلك قام بنشر تفاصيل اكتشافه في المجلة الإنجليزية للباثولوجيا التجريبية.
من عفن إلى عقار
كان هارود فلوري، الأستاذ في جامعة أكسفور، ومساعده إيرنست تشين (1906-1979) يبحثان في نفس المجال الذي طرقه فليمنج – وكان مقال فيلمنج واحداً من مئتي مقال قرأها العام 1939.
وعلى النقيض من فليمنج، كان لدى فريق البحث الخاص بهما المعرفة التقانية اللازمة لاستخلاص العنصر الشافي من العفن.
وقد اختبراه على ثمانية من الفئران، بعد حقن كل منها بمرض مميت. ولم يبق منها على قيد الحياة سوى الأربعة التي حقنت بهذا العقار، ألذي أطلق عليه مجدداً اسم البنسلين.
الحاصلون على جائزة نوبل
أصبح المختبر مصنعاً للبنسلين، ولكن الفريق لم يكن قد تمكن بعد من إنتاج كميات مفيدة من العقار.
وعندما أبدت حكومة الولايات المتحدة الأمريكية اهتماماً بالموضوع ووافقت على إنتاج البنسلين بكميات كبيرة، تمكن فلوري من اختباره على الوجه الصحيح.
وقد أثبت البنسلين، وهو الأول بين مجموعة عقاقير نطلق عليها المضادات الحيوية، أنه منقذ للحياة.
وقد حصل فليمنج وفلوري وتشين مشاركة على جائزة نوبل في الطب، عن جهودهم في تطويره.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]