النباتات والزراعة

نبذة تعريفية عن نبات “الحُمص”

1997 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثامن

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

نبات الحمص النباتات والزراعة الزراعة

الحمَّص صِنفان، فمنهُ الصغيرُ الحجمِ، ومنهُ الكبير، والصنفُ الصغيرُ الحجمِ أصفرُ اللون، يُحمَّص عادةً ويأكله الناسُ مع حبوبِ التسليةِ الأخرى، والتي تُباعُ في "المطحنة" أو "المَقْلى".

وأحيانا تلصقُ كميةٌ منه على سطح أقراص حلوى بيضاء تسمى "الحمُّصِيَّةِ"  تَعودَّ الناس شِراءَها في بعضِ بلدان وطننا العربي، مع غيرها من أنواع الحلوى مثل "السمسمية" و " الفولية"، لِيأكلوها في ذكرى يوم مولدِ النبي عليه الصلاة والسلام. وهذا الصنفُ يَسهل فصلَ قِشرتِهِ بعد تَحميصِهِ.

أما الصنفُ الثاني، فيُعرَفُ بالحِمَّص الشامي أو الرومي، وهو أكبرُ قليلاً في الحجم من الصنف السابق، ولونُهُ أصفرُ باهتٌ، وهذا الصنفُ هو الذي نستعملهُ في عمل "السَّلطةٍ" بعد طَحنِهِ، أو نأكلهُ مسلوقاً في الشتاءِ، أو مطهيا مع بعض الأطعمة مثل الإسفاناخ (السبانخ). 

 

وأحيانا يغلفُ الناسُ هذا الحمصَ بطبقةٍ سكرية حلوةِ الطعمِ مثل التي يغلف بها اللوز عند عمل "الملبس". وغالباً ما تكون هذه الطبقة بيضاء اللون، فيصبح الحمص على هيئة كراتٍ صغيرةٍ جميلةِ الشكلِ حلوةِ الطعم.

والحمصُ بصنفيه بذورُ أحد النباتاتِ الزهرية، تنمو واحدةٌ منها أو اثنتان داخل قرنٍ كقرنِ البازلاء (البسلة) والفاصوليا الخضراء والفول الأخضر، ولكن قرونَ الحمص كُرويَّةُ الشكلِ، وجدرها رقيقةٌ، وحجمهاصغير نسبياً، وبكل قرن حَمَصةٌ واحدةٌ أو حمَّصتان.

ولو ذهبت في فصل الربيع إلى حقلِ حِمَّصٍ لشاهدتَ أن نباتاتِهِ صغيرةُ الأوراق كثيرةُ التفرع، قصيرةٌ يبلغ ارتفاعها حوالي نصف متر فقط.

 

وسوف تُشاهد نباتاتٍ تحملُ أزهاراً كثيرة بيضاء اللون، وأخرى تحملُ ثمارا (قرونا) كثيرةَ العددِ خضراءَ اللون لم يكتمل نضجها بعدُ.

فإذا قطفتَ ثمرةً وفتحتَها أو ضغطتها بين أصبعيك فرقعت، لأنها منتفخة ومملؤة بالهواء. وبذور الحمص الخضراء طريةٌ ولذيذةُ الطعم، وتُعرفُ في بعض البِلادِ العربية باسم "الملانة".

والحمص محصولٌ شتوي يُزرعُ في الفترة الممتدةِ من أواخر أكتوبر حتى أواخر نوفمبر، ويمكث في الأرض طيلة فصلِ الشتاء، وينضج بعد حوالي خمسةِ أشهر ونصف شهر من تاريخ زراعتِهِ.

 

وعندما ينضجُ تَصفَرُّ ثمارُه وبذورُه، فيجمعُهُ الزراعُ ويبيعونه في الأسواق. وقد كان المصريون القدماء واليهودُ والإغريقُ يزرعون الحمص منذ آلافٍ مضت من السنين.

ولكن يعتقد أن موطنَ الحمص الأصلي كان غربَ آسيا، وهو يُزرعُ حاليا في كثيرٍ من بلادِ العالم في وسط آسيا وغربِها، وشمال إفريقيا، وجنوب أوروبا، وأمريكا الوسطى والجنوبية، وأستراليا.

ويختلفُ عدد (الأرداب) التي يُنتجها فدانُ (هكتار) الحمص من دولةٍ إلى دولة، وكذلك تختلف المساحة المزروعة في كل دولةٍ عن الأخرى، فأكبرُ مساحةٍ تزرعُها دولةُ الهند، وتبلغ اكثر من 18 مليون من الأفدنة، ولذلك فالهندُ تنتجُ اكثر من72% من محصول الحمص في العالم.

 

في حين تنتج دولة مثل مصر حوالي 0.2% فقط من محصول العالم، فهي تزرع حوالي 24 ألف فدان فقط، ولكن فدان الحمص في مصر يُحققُ أعلى إنتاجية في العالم، وهي حوالي (5) أرادب لكل فدان. وتنخفض إنتاجية الفدان إلى إردب واحدٍ ونصف إردب فقط في بعضِ الدول.

وللحمص فوائدٌ كثيرة تجعلنا نتناوله كغذاءٍ بكل تلك الطرق المختلفةِ، فهو أحد النباتاتِ البقوليةِ ذات القيمة الغذائيةِ العاليةِ، لأنه غني بالبروتينات والكربوهيدرات، والأملاح المعدنية، والفيتامينات اللازمة لبناء الجسمِ وتقوِيَتِه.

فاللهُ سبحانَه وتعالى أنعم علينا نعماً كثيرة، فهو سبحانه وتعالى يقول(وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) النحل 18.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى