نبذة تعريفية عن نبات جوز الهند
1996 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السابع
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
نبات جوز الهند النباتات والزراعة الزراعة
نخلة جوز الهند من أهم النباتات الاقتصادية في العالم. ويعتمد معظم سكان جزر المحيط الهادي في حياتهم على هذا النبات ومنتوجاته، كما يعيش كثير من الناس في بلادنا العربية على منتوجات ابنةِ عمها، نخلة البلح.
وتنمو نخلة جوز الهند في المناطق الاستوائية، عادة على سواحل البحار والمحيطات، وإن كان من الممكن أنت تنموَ في بعض المناطق الجبلية.
ونخلة جوز الهند رشيقة جميلة، تتقوس أحيانا لطولها الذي يصل إلى 20 أو 30 مترا.
ويظهر على ساقها ندوب تمثل آثار الأوارق التي قُطِعت طُول حياة النخلة. وتُحمَل الأوراق في مجموعة على قمة النخلة لتعُطيَها شكلها الرائع.
وتحمل النخلة الواحدة في قمتها من 25 إلى 35 ورقة، تحتضن برعما وسطيا في قمة النخلة. وهذا البرعم هو الذي يواصل بنموه استطالة ساق النخلة. وتنتج النخلة كل عام من 12 إلى 14 ورقة.
يسقط مثلها من الورق القديم. ومن الطريف أنه يمكننا التعرف على عمر النخلة، إذا قمنا بِعدِّ الندوب (آثار الأوراق التي سقطت) التي توجد على جذع النخلة، وقسمناها على 12 (وهو متوسط عدد ما تنتجه النخلة من أوراق في السنة) فنحصل على عدد السنوات التي عاشتها النخلة.
ويلاحظ أن الأوراق تترتب على القمة بطريقة تسمح بتعرض كل ورقة لقدر كاف من أشعة الشمس. بحيث لا تَحجب ورقةٌ ضوءَ الشمس عن غيرها من الأوراق.
وذلك حتى تستفيد الأوراق الخضراء كلها من الطاقة الضوئية التي تستعمل في عملية البناء الضوئي.
ويبلغ طول الورقة من 4.5 إلى 6 أمتار، ويتراوح وزنها بين 10 و 15 كيلوجرام. وهي ورقة مركبة، بها من 200 إلى 250 رُوَيشة (وُرَيقة) على جانبيها.
وتشبه الورقة الريشة. وتقع الرويشات على جانبي السَّعْفة التي تمثل العِرْق الأوسط للورقة.
ويبدأ إزهار النخلة بعد أن يصل عمرها من 6 إلى 12 سنة. وهي تحمل الأزهار المؤنثة والمذكرة في مجموعات تعرف باسم النورات (أي أن هذه النخلة أحادية الجنس، وحيدة المسكن) وينشأ نحو 12 نورة في إبطِ كل ورقة.
وقد يسقط بعضها قبل النضج، ويتراوح طول النورة بين المتر والمترين. وللنورة أفرع عديدة تحمل ما بين 200 و 300 زهرة مذكرة، ومن 20 إلى 40 زهرة مؤنثة.
ومن المحتمل أن تحمل كل نخلة 12 نورة، ويصل إلى النضج 3 أو 6 ثمرات لكل نورة. أي أن النبات الواحد قد ينتج من 36 إلى 72 ثمرة ناضجة.
والثمرة حسلية (غلافها الداخلي خشبي) ليفية (غلافها الأوسط ليفي)، ويتراوح طولها بين 20 و 30 سنتيمترا. ووزنها بين كيلو جرام واحد والكيلو جرامين.
وتحتاج إلى 12 شهرا حتى تنضج. وللثمرة غلاف خارجي جِلْدي ناعم، أخضرُ، يصبح لونه رماديا بنيا عند النضج.
ولكننا لا نرى هذا الغلاف عادة لأنه يزال مع جزء كبير من الغلاف الثمري الوسطى الليفي، حتى يقلل من حجم ووزن الثمرة عند الشحن للتصدير.
والغلاف الخشبي الداخلي عليه ثلاثة ندوب أو عيون. إحداها أوسع وأكثر طَرَاوة. وبداخل هذا الغلاف توجد البذرة.
وتتكون البذرة من إندوسبرم زيتي أبيض اللون، وجنين يقع بجوار العين الطرية و الإندوسبرم هو الجزء الذي يؤكل من الثمرة.
وبداخله قدر من الماء الذي يحوي عددا من المواد العضوية وغير العضوية، وله طعم ورائحة مميزان. وهو لذيذ مُرَطب.
وتنمو النخلة في البيئات الرطبة، وتوجد عادة قريبا من ساحل البحر في الأراضي الخصْيبة. ولكل نخلة حوالي 2000 إلى 3000 جذر يصل عمقها إلى ستة أمتار في التربة. وهي كالحبال قطرها يصل إلى 1سم. وتعيش النخلة من 80 إلى 100 سنة.
وقد نجد ثمارها طافية على سطح الماء في البحار أو الأنهار. وفي بعض الأحيان تحملها التيارات البحرية مئات الأميال، حتى تجد البيئة الملائمة لتنبت وتعطي نخلة جديدة. وعموما تتكاثر النخلة بالبِذْرة. ويتأخر إنباتها إلى أربعة شهور حتى يظهر المجموع الخضري للنخلة.
ونخلة جوز الهند – كما أسلفنا – متعددة الفوائد. فالإندوسبرم في ثمارها يؤكل، ويدخل في صناعة الحلوى، وزيتها من أهم الزيوت النباتية. وهو زيت أصفر اللون، وقد يستعمل للطبخ مباشرة أو بعد تحويله إلى مارجارين (سمن نباتي).
كما يستعمل الزيت في صناعة الصابون وكريم الحلاقة والشامبو وغيرها من مستحضرات التجميل. كما تنتج النورات غير المتفتحة سائلا حلوا، يتحول إلى سكر النخيل، ويشرب طازجا أو يُخَمَّر. ولكن استخلاص هذ السائل يؤثر على انتاج الثمار.
وتستعمل الأوراق في عمل السقائف، والسلال والقبعات والحصير والستائر، ويعطي الجذع خشبا متينا قوي الاحتمال.
وتستعمل الألياف التي تقشر عن الثمرة في عمل البُسُط والمشايات والحبال والدوبار.
وتستعمل الصَدفة الداخلية الخشبية في صناعة الأوعية، والأزرار. كما تُحَرق لإنتاج نوع جيد من الفحم النباتي يستعمل في الكمامات التي تمتص الغازات الضارة.
وهكذا نرى أن النبات يمد الإنسان بالغذاء والشراب، والزيت والدواء، والألياف والأخشاب، والحصير والأوعية المنزلية. ولا يعجب المرء حين يسمي بعض العلماء هذا النبات بأنه شجرة الحياة أو شجرة السماء وأنه هبة الله للإنسان.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]