نبذة تعريفية عن نظام “تقويم السنين”
1995 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السادس
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
التقويم نظام لمعرفة تتابع الأيام. ويعتمد هذا النظام على مجموعة من القواعد يمكن أن يقام على أساسها تأْريخ مناسب لمرور الزمن.
ويظهر التقويم لكل عام على هيئة جدول (أو عدة جداول أو كُتيِّب صغير)، يبين موقع اليوم من الأسبوع ومن الشهر، وأحياناً يبين أيضاً الموقع العَدَدِيَّ لليوم في السنة.
وأغلب التقاويم تبين أيضاً تواريخ العطلات والأعياد، كما تشتمل على معلومات فلكية مثل أوجه القمر، وأطوال الأيام، ومواعيد الشروق والغروب، وخسوف القمر، ومواعيد المد والجزر.
وتعبِّر مجهودات الحضارات المختلفة ومحاولاتها في ابتكار التقاويم عن بدايات اهتمامها بالدراسات الفلكية. والوَحَدَات الأساسية في كل التقاويم هي: اليوم، والشهر، والسنة.
وتُحسب هذه الوحدات من حركات الأرض، والقمر، والشمس على الترتيب.
فاليوم يُعرف، ويقدَّر مدى زمنه، من دوران الأرض حول محورها، وتسمى الدورة الواحدة الكاملة للأرض حول محورها بالنسبة للنجوم باليوم النجمي، وهو وحدة زمنية مهمة في علم الفلك.
ونحن لا يمكننا أن نراقب هذه الدورة بأعيننا. لكننا نستدل على حدوثها من الحركة الظاهرية للشمس في السماء من الشرق إلى الغرب.
وهذه الحركة هي التي تُحدث تعاقبَ النهار فالليل. وكلُّ نهار وليل يكونان معاً يوماً واحداً نسميه باليوم الشمسـي، ونتخذه أساساً لبناء التقويم.
أما الشهر فيحسب من حركة القمر، فالشهر القمري هو الوقت الذي يُكْمِلُ فيه القمر دورة واحدة كاملة من أوجهه المختلفة. أي من أول ظهوره كهلال دقيق، يكبر حتى يصير بدراً، ثم يتناقص تدريجياً حتى يصير مَحَاقاً، ثم يولد هلالاً ليبدأ دورة ثانية.
وقد حُسب متوسط طول الشهر القمري، فوُجِد أنه 29,5 يوماً، لكنه في الحقيقة يكون أحياناً أطول وأحياناً أقصر من ذلك بمقدار 6 ساعات.
وأما السنة فهي المدة التي تتم فيها دورة كاملة للفصول الأربعة: الربيع، فالصيف، فالخريف، فالشتاء.
وتحدث هذه الدورة نتيجة للحركة الظاهرية للشمس عبر البروج في الوقت الذي تتم فيه الأرض دورة كاملة حول الشمس.
وعلى هذا الأساس بدأت محاولات عمل التقويم السنوي. وأقدم تقويم عرفه التاريخ وضعه المصريون القدماء منذ نحو 10000 عام.
ولم يكن ذلك التقويم دقيقاً، لأنهم كانوا يظنون أن السنة تتكون من 360 يوماً، فسَّموها إلى 12 شهراً، كلٌّ منها يتكون من 30 يوماً.
ولما تبين لهم بعد ذلك بألفَيْ سنة (نحو 4000 ق.م) ارتباك واضح في التقويم، صاروا يضيفون إلى كل سنة خمسة أيام في آخرها كشهر مستقل قصير.
وصاروا يعتقدون أن السنة تساوي 365 يوماً. لكنهم فَطِنوا بعد ذلك أيضاً إلى اختلاف بمقدار يوم ينقَضي من السنة مرة كل أربع سنوات، وسُمِّيتْ هذه السنة بالسنة الغامضة.
وفي عام 238 ق.م. أصدر الملك بطليموس الثالث مرسوماً بتصحيح «السنة الغامضة»، بإضافة يوم إلى أيام السنة مرة كل أربع سنوات.
لم يتضح السبب في هذا الارتباك إلا مع تقدُّم العلوم الفلكية في العصر الحديث، عندما أمكن تحديد طول السنة الفلكية بأنه 365,2422 يوماً.
والسنة الفلكية (أو الشمسية) هي المدة التي تستغرقها الشمس في العبور مرتين متتاليتين من فوق خط الاستواء عابرة من نصف الكرة الجنوبي نحو نصف الكرة الشمالي.
وتسمَّى نقطة العبور هذه بالاعتدال الربيعيّ. أي أن المدة ما بين اعتداليْن ربيعيين متتاليين هي السنة الفلكية.
وتوجد أنواع عديدة من التقاويم، نشأت في حضارات مختلفة، وأهمها: التقويم الميلادي «الروماني»، والتقويم الهجري «الإسلامي».
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]