نبذة عن حياة “أبو بكر الرَّازي”
1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول
صبري الدمرداش
KFAS
أبوبكر الرازي شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة
(كان الطب معدوماً فأوجده أبقراط، وميِّتاً فأحياه جالينوس، ومشتَّتاً فجمعه الرَّازي (شكل رقم 76) وناقصاً فأكمله ابن سينا)- قولٌ مأثور.
صناعة.. الذهب!
هو أبو بكر محمد بن زكريا الرَّازي. ولد في الرَّي عام 250هـ (864م) وقضى حياته في بغداد وتوفى بها. وهو فارسي الأصل، وسُمِّي الرَّازي نسبة إلى مسقط رأسه.
وكان في شبيبته يضرب العود ويغني، فلما التحى وجهه قال: كل غناءٍ يخرج من بين شاربٍ ولحية لا يستظرف!
ولما بلغ الثلاثين هجر الموسيقى والغناء، ومالت نفسه إلى الطب والكيمياء. ولهذا الميل روايتان: الأولى تروى أنه تولَّد لديه من حادثة وقعت له، إذ كان يقوم – كهاوٍ – بإجراء إحدى التجارب الكيميائية، فاستنشق غازاً ساماً سبَّب مرضاً شديداً، فعالجه أحد الأطباء حتى شفي وطلب منه أجراً قدره خمسمائة دينار، عندئذ قال الرَّازي: (حقاً هذه هي صناعة الذهب!). وتقول الرواية الثانية: أنه كان يتردد على صديقٍ له يشتغل بالصيدلة فتاقت نفسه إلى مهنة الطب.
وكان الرَّازي في الواقع موسوعة في العلوم، بيد أنه اشتُهر بصفةٍ خاصة بالطب والكيمياء وبينهما الصيدلة، فضلاً عن دوره الرائع في كل من الفلسفة والرياضيات والفلك وعلم الإخلاق والميتافيزيقا والدين وقواعد اللغة العربية والموسيقى- فكان بذلك علَّامة عصره.
الرَّازي .. طبيباً
كان للرَّازي في مجال الطب القدح المعلَّى، إذ يعده بعض المؤرخين من أعظم اطباء القرون الوسطى، وفي نظر آخرين (أبو الطب العربي) .
وقد ظل فعلاً حجة الطب في أوروبا حتى القرن السابع عشر، أسماه معاصروه (طبيب المسلمين) بغير منازع، وأسماه ابن أبي أصبيعة (جالينوس العرب)، وكذلك فعل علماء الغرب.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]