نبذة عن حياة الصحابي “أبو أيوب الأنصاري”
1987 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الأول
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
الصحابي أبو أيوب الأنصاري إسلاميات المخطوطات والكتب النادرة
وقفَ سكانُ يَثْرِبَ من الأنصار على مشارفِ المدينة التي أكرمها الله بالاسلام، ينظرون من بعيد إلى موكب "النور" وهو يقترب من يثرب، حاملاً رسالَة الهدايةِ إلى البشـرية، ويرددون بصوت جميل، صادق التعبير: "طَلَع البدرُ علينا من ثَنِيَّات الوداع".
واخترق موكب الرسول، صلى الله عليه وسلم، أحياءَ يثرب، وتحركَّتْ الشفاه بأدب صادق داعيةً رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أن يكرم بيوت يثرب بالنزول عليها.
وواصلت ناقةُ الرسول، صلى الله عليه وسلم، طريقها، وتوقفت فجأة أمام بيت متواضع، ثم بَرَكَتْ.
ووقف أبو أيوب خالدُ بن زيد الأنصاري الخزرجي صاحب ذلك البيت يستقبل رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، وهو يدخل بيته، وقد تهللت أساريره فرحةً، وارتفعت أصوات زوجه وأطفاله وهم يرحبون برسول الله، الذي خصهم بذلك التكريم.
كان أبو أيوب الأنصاري من أوائِل سكانِ يثرب الذين آمنوا برسول الله، صلى الله عليه وسلم، وبايعوه، وكان ممن شهد العَقَبَة الثانية، وآخَى الرسولُ بينَه وبين مُصْعَبِ بن عُمَير.
شاهد أبو أيوب الأنصاري الغزواتِ والمعاركَ مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يدافعُ عن الإسلام، ويرفعُ رايتَه، ويُعْلِي كلمةَ الحق.
ولما نزل النبي، صلى الله عليه وسلم، في بني النَّجَّار في يثرب كان شديدَ الإكرام لرسول الله، يقفُ على باب منزله يحرسه، خوفاً على رسول الله، ورغبةً في خدمته، وبقي أبو ايوب بعد ذلك شديدَ الاعتزاز بماخَصَّه به الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم من تكريم.
وعاش أبو أيوب حتى أدركَ مُعَاويةَ بن أبي سفيان، فكان أبو أيوب ينصحه ويبيِّنُ له كثيراً من أخطائه.
وإذا عَرَضَ عليه معاويةُ مساعدتَه كان يرفض ذلك، لأنه كان يريد أن يقول كلمة الحق كما يؤمنُ بها. وبسبب ذلك كان أبو أيوب الأنصاري يحظى باحترام جميعِ الخلفاءِ والأمراء.
وغضب يوماً من معاويةَ، وقرَّرَ ألا يكلمَه أبداً، وخرج إلى غزو الروم، وأصابه مرضٌ هناك فزارَه يزيدُ بنُ معاوية، وكان قائداً على الجيش، وسأله: هل لك من حاجة؟، فأجابه بعزة المؤمن: ما ازدَدْتُ عنك وعن أبيك إلا غِنىً.
وقبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة قال لأصحابه: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من مات لا يشركُ بالله شيئاُ دخلَ الجنة".
ومات أبو ايوب سنة اثنين وخمسين هجرية، وصلى عليه يزيدُ بنُ معاوية، ودُفن بأصْلِ حِصْنِ القسطنطينية.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]