شخصيّات

نبذة عن حياة العالم “أُوليفرْ لودْجْ”

1997 قطوف من سير العلماء الجزء الثاني

صبري الدمرداش

KFAS

أُوليفرْ لودْجْ حياة العالم لودج شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

إذا أردت مفكراً يجمع بين العلم والفلسفة، بل ويعبر عبر جسره الخاص من العلم إلى الفلسفة إلى العالم الكائن من وراء الحس – عالم الأرواح – فولِّ وجهك شطر لودج.

 

العالم … الخزَّاف !

ولد أوليفر في 12 يونية عام 1851 . كان أبوه خزَّافاً . فبعث به إلى مدرسة نيو بورت فظل بها حتى الرابعة عشرة، ثم ضمِّه إليه في عمل الخزف وكان على وشك أن يصبح خزَّافاً .

ولكن لما وقعت في يديه مصادفة نسخة من مجلة إنجليزية تدعى "الميكانيكي القديم"، فتحت له باب عالم جديد، فسار في الطريق غير آبهٍ ولا هيَّاب. وظل مع أبيه سنواتٍ سبعاً قبلما يدرك الأب أن ابنه طالب علم.

 

بعث الأب بابنه إلى لندن ليدرس على الاستاذ تيندال في كلية لندن الجامعة، ويتلقى أصول العلم فيها على أساطينه . ولما كان الفتى لا يملك نفقاته فقد اضطر لإعطاء دروس خصوصية ليتمكن من موالاة الدراسة.

ولعلنا ندرك مبلغ نجاحه إذا علمنا أنه في خلال سنواتٍ خمس بعد الانتظام في الجامعة نال لقب دكتور في العلوم. ولما كان في الثلاثين، أي بعد سنواتٍ تسعٍ من هجره صناعة  الخزف، عُيِّن أستاذاً للطبيعة في جامعة ليفربول.

 

مبدِّد الضباب !

نحن الآن في يوم من أيام ديسمبر عام 1904، الجو شتاء والضباب يلف مدينة برمنجهام الإنجليزية حتى لا تكاد ترى يدك إذا مددتها.

وفي صحن الجامعة وقف رجل مديد القامة وقور الطلعة يفحص أسلاكاً من صنفٍ معيَّنٍ ، وما هي إلا لحظات او تكاد حتى رؤيت لعلعة على مقربة من الرجل كانت إيذانا بقفز شرارة كهربائية من قطب إلى قطب.

وإذا بالضباب الكثيف تقل حدته ، وليس هناك ريح تدفعه أمامها . وإذا بمباني الجامعة تبدو في الضباب اللطيف كالأشباح تنجلي رويداً رويداً على لوحة فوتوغرافية في حوض التحميض. تحوَّل الضباب إلى غيم والغيم إلى سحاب.

 

وإذا الجو في صحن الجامعة صاف خالٍ من الشوائب يحيط به الضباب من كل جانب . ثم فصل السلك الذي أحدث الشرر الكهربائي فبدأ الضباب يرتد إلى الصحن كأنه جيش يعيد الكرِّة على معقل أُخذ منه عنوة ولكنه ينبغي أن ينتزعه ثانية ! .

وبعد أيام أُعيدت التجربة ذاتها في مدينة ليفربول، فتمكن السير أوليفر لودج ، مدير جامعة برمنجهام، من أن يُبَدِّد بشرره الكهربائي الضباب الكثيف من بقعةٍ طولها وعرضها وارتفاعها نحو ستين قدما لكلٍ.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى