شخصيّات

نبذة عن حياة العالم “ابنُ مِسكويه”

1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول

صبري الدمرداش

KFAS

العالم ابن مسكويه شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

كان في صباه لاعباً لاهياً، مُطلِقُ الفؤاد على ما يرغبه ويهواه، ثم سرعان ما تحوَّل إلى الجد والاجتهاد حتى صار ذا شأن.

 ضرب في علم الحيوان بسهم، أما الفلسفة فكان لا يُشَقُّ له فيها غبار. ذلك هو العصامي –ابن مسكويه (شكل رقم 80)…

أستاذ… نفسه!

هو أبو علي أحمد بن محمد بن يعقوب بن مسكويه. ولد بمدينة الرَّي الإيرانية في عام 942م، وعاش في أصفهان إلى أن مات.

وهو ينتمي إلى أسرةٍ كبيرة ثروتها طائلة وتاريخها عريق. توفي والده في ريعان الشباب، فتزوج أمه من هو أصغر منها طمعاً في مالها ومكانتها. وكم عانت الأم وولدها من ذلك الزوج الانتهازي المتسلط.

وكان أبو علي في باكورته شاباً يهوى اللهو والمتعة دائم التفاخر بماله، ولتربيته الأولى شأنٌ في ذلك، فقد أهملته أمه حتى صار لأهل السوء طُعماً، بيد أنه سرعان ما أفاق وانصرف عن لهوه ومتعته لطلب العلم والحكمة.

وقد تميَّز بعشقه للكتاب، فهو عنده للثقافة ينبوع وللعقل وقودٌ وزاد. وهو لم يتتلمذ على أستاذٍ بعينه بل كان يحاول تعليم نفسه بنفسه.

وقد استفاد الفائدة القصوى من كتب عضد الدولة البويهي، إذ كان خازناً لها.

 

ولما كانت الكتاتيب في زمنه مركز الثقافة العامة، فقد كانت هي الرافد الأول في تعليمه، فمنها وبها تعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن وروى الحديث ودرس الفقه وعلوم اللغة فضلاً عن الرياضيات.

ثم ترقَّى بنفسه في ثقافته الخاصة إلى كثيرٍ من فنون المعرفة والحكمة والأدب وأصول الصنعة، الكيمياء كما كانت تُعرف في زمنه. واطلع على كتب الطب واشتغل به، وقرأ التواريخ والسير وفنون الشعر والأدب.

وكان في كل ذلك أستاذ نفسه بعاملين: ما أوتي من ذكاءٍ وهمَّة، وما أتيح له من القيام على المكتبات العامرة التي وجد فيها خلاصة الثقافات القديمة والحديثة حتى عصره، من فارسية وعربية ويونانية، مما وسَّع أفقه وعمَّق ثقافته وصقل شخصيته.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى