نبذة عن حياة العالم “الجاحظ”
1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول
صبري الدمرداش
KFAS
العالم جاحط شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة
أرأيت حين تجتمع الأضداد: حلاوة اللسان ودمامة الخلقة، الجاه والفقر، العزة والوضاعة، الحب والقتل، نعمة العبقرية ونقمتها، تلكم كلها كانت في حياة عالمنا وعند موته.
ومع ذلك لم تتحطم عزيمته ولم يلن عوده، بل عاش عالِماً وعَلَماً – ذلكم الجاحظ (شكل رقم 74).
وجبةٌ … من الكرَّاسات!!
هو عمرة بن بحر بن مجنون الكناني الفقيمي البصري المكني (أبو عثمان الجاحظ).
ولد في البصرة في عهد الخليفة العباسي المنصوري، مات والده وهو صغير فعاش يتيماً في البصرة في عهد الخليفة العباسي المهدي، وترعرع في كنف والدته الفقيرة التي اهتمت بتعليمه القراءة والكتابة.
وقد شارك الابن والدته في كسب قوتهما: فكان عندما ينتهي من دراسته يبسط لبيع الخبز والسمك.
وذات مرة استهوته حلقات البحث العلمي التي كانت تقام في المساجد فبدأ يحضرها، فتوقف عما كان يبيع وصار يأتي لأمه الأرملة بكرَّاسات الدراسة بدلاً من النقود، ولما طلب منها ذات مرة وجبته الغذائية قدَّمت له طبقاً مملوءاً بالكرَّاسات!.
تأثر عمرو، ولكنه استمر في حضور حلقات الدراسة التي يديرها كبار العلماء المسلمين، وذات مرة لاحظ الأستاذ الحزن على وجه عمرو الطالب النبيه الذي يُبشِّر بالخير، فسأله فقصَّ عليه قصته، فأعطاه خمسين ديناراً، فذهب إلى السوق واشترى ما لذ وطاب، وكم كانت فرحة والدته. وتلكم كانت البداية…
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]