شخصيّات

نبذة عن حياة العالم “روبرت هوك”

1997 قطوف من سير العلماء الجزء الثاني

صبري الدمرداش

KFAS

روبرت هوك حياة العالم هوك شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

كل من درس الفيزيقا والهندسة لا بد وأن يعرف اسم روبرت هوك ( شكل رقم 149) من دراسته لقانون هوك (الإجهاد الميكانيكي أو الاستطالة تتناسب طردياً والشد) .

إن هذا القانون ، والنتائج المستخلصة منه، لتكفي لأن تضع هوك في مكانه المتميز من تاريخ العلم.

غير أن ذلك كله لا يمثل إلاّ جزءاً جد يسير من الأعمال الأخرى الفذة التي أنجزها عالمنا، إذ أسهم بشكل قيم في كافة فروع العلم التي كانت معروفة في عصره.

وكم عبَّر كل من درس أعماله عن إعجابه الشديد بعبقريته متعددة الجوانب وكشوفه واسعة المدى. ومع كل هذا، فقد كان عالمنا من أولئكم الذين عاندهم الحظ وخيَّب أملهم.

 

الوريث … !

ولد روبرت هوك في 18 سبتمبر عام 1635 في جزيرة "أيل أﭪ وايت" المقابلة للشاطئ الجنوبي لإنجلترا.

كان والده قس الجزيرة، وكان يملك قدراً من المال والثراء لا بأس به . وقد توفي وروبرت في الثالثة عشرة ، فرحل الغلام إلى لندن وهناك تمرَّس تحت إشراف السير "بيتر ليلى" وكان أحد كبار الرسامين .

وبالرغم من أن روبرت أظهر موهبة في هذا المجال إلا أنه كان غلاماً عيياً، وكانت روائح الزيوت المستخدمة في هذه المهنة أكبر مما يطيقه . فأجبر على ترك العمل في هذا المجال الذي نفعه – ولا شك – في مستقبل حياته.

خلّف والده، لحسن الحظ، مائة جنيه، وهو مبلغ كبير في تلك الأيام! فاستطاع أن يلتحق بمدرسة "وستمنستر" . ولما بلغ الثامنة عشرة التحق بأكسفور.

وقد تابع دراسته بنجاح وإن كانت له نشاطات إضافية أخرى غريبة، فقد اشتغل مغنياً مع جماعة المُرتِّلين في كنيسة المسيح ، كما اشتغل بالتمثيل وقام فيه بدور الخادم، كما عمل رسَّاماً ومشكِّلاً للخشب والمعادن، ألخ ! .

 

الكلية … الخفية !

قابل روبرت هوك وهو في أكسفورد عالمين ألمعيين هما "روبرت بويل" و "كريستوفر رن " . وقد وظَّفه الأول – وكان ثرياً ويكبره بسنوات ثمانٍ- مساعداً له في بحوثه وأعماله المعملية، أما الثاني فكان قد اشتُهر بأعماله الهندسية ونال شهرة في هذا المجال على وجه الخصوص باعتباره مصمِّما لكتدرائية القديس بول بلندن.

وكان منزل "رن" مركزا لالتقاء علماء إنجلترا الذي كوَّنوا فيه "الكلية الخفية" التي أصبحت فيما بعد الجمعية الملكية العلمية الهامة الشهيرة بلندن.

ويعتقد الكثيرون أن كثيرا  من أعمال روبرت بويل بالذات، بما فيها قانونه الشهير، إنما هي نتيجة لكفايات هوك العقلية وبراعته الميكانيكية .

ويلوح على أي حال أن بويل كان رجلا مقسطاً؛ لأنه عندما تم صنع مضخة التفريغ بمعامله نسبها علانيةً إلى هوك، بالرغم من أن المضخة هذه كانت تعرف آنذاك بمضخة بويل.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى