شخصيّات

نبذة عن حياة القائد “عقبة بن نافع”

2002 موسوعة الكويت العلمية الجزء الثالث عشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

القائد عقبة بن نافع شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

عقبة بن نافع هو الفارس العربي المسلم المجاهد الذي فتح شمال إفريقيا.

كان ذلك في عهد الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان، مؤسس الخلافة الأموية الذي عزم على القضاء نهائيا على حكم الروم في شمال إفريقيا.

اختار الخليفة معاوية بن أبي سفيان القائد الفهري المعروف عقبة بن نافع الذي كان يقيم في مدينة برقة التي عرفت بعد ذلك بالخيول العربية الأصيلة، حيث كان مشغولا بنشر الإسلام بين البربر.

 

وكان شمال إفريقيا وقتذاك يخضع لحكم الروم منذ أن استرجعها الإمبراطور جستنيان سنة 534 م من البرابرة الوندال، وأصبحت جزءا من الإمبراطورية البيزنطية. وكان فيها حاميات رومانية مستقرة في مدنها مثل قرطاجة وهيبو.

وبعيدا عن المدن المأهولة بالرومان كانت قبائل البربر تحتل الضواحي المحيطة بها، حيث كانوا يعيشون وفق النمط البدوي. وكانت برقة وطرابلس قد فتحتا في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه.

فلما تولى معاوية الخلافة وجد أن الروم في حركة نشاط عسكري من أجل تثبيت حكمهم في شمال إفريقيا، فبدأت عملية فتح شمال إفريقيا في أيامه على يد القائد عقبة بن نافع.

 

سار الجيش الإسلامي المكون من عشرة آلاف جندي بقيادة عقبة بن نافع متجها غربا في شمال إفريقيا، حيث حقق انتصارات كبيرة على الروم في المناطق الساحلية وعلى البربر في المناطق الداخلية. فأخضع طرابلس كلها وفزان، وسار جنوبا إلى السودان.

كان عزم عقبة فتح جميع أراضي شمال إفريقيا وإضافتها للدولة الإسلامية، ونشر الإسلام بين شعوبها من البربر.

ولكي يحقق عقبة هذه الأهداف الكبرى عمل على تأمين مركز عسكري وديني، حيث أمره معاوية ببناء مدينة إسلامية تكون معسكرا للجيش، ومقرا للمسلمين، فقد احتوت مسجدا، ودارا للإمارة، ومعسكرات للجند، ومنازل للقادة المسلمين. وهكذا أنشئت القيروان سنة 50 هـ : 670 م. وتم الانتصار الشامل على الروم والبربر سنة 83 هـ : 702 م.

 

وعندما تولى ولاية مصر مسلمة بن مخلد الأنصاري عزل عقبة بن نافع عن قيادة الجيش الإسلامي في شمال إفريقيا، ولكن حين تولى الخلافة يزيد بن معاوية أعيدت القيادة لعقبة بن نافع الذي أكمل بالتعاون مع القادة المسلمين فتح شمال إفريقيا حتى وصل إلى سواحل المحيط الأطلسي غربا، حيث وقف على قمة تل صغير وقال عبارته المشهورة: «يا رب، لولا هذا البحر لمضيت مجاهدا في سبيلك، ولو كنت أعلم بعده أرضا وناسا لخضته إليهم».

وعمل عقبة على تأمين الحدود الجنوبية لشمال إفريقيا. وفي أثناء عودته من إحدى هذه الغزوات في قلة من الجند تصدت له فئة من البربر بقيادة زعيمهم المدعو «كسيلة»، مستعدين له بالرجال والسلاح والعتاد.

 

ودارت معركة غير متكافئة بين عقبة بن نافع وجنوده القلائل وبين كسيلة وجيشه الكبير، فانتهى القتال باستشهاد عقبة بن نافع مع جماعة كبيرة ممن كانوا معه، وأسر الآخرون.

ودفن عقبة بن نافع في مكان يعرف الآن باسم «سيدي عقبة»، وبني على قبره مسجد. ويعد هذا الضريح اليوم من أهم الأماكن التي يقصدها الناس للزيارة.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى