نبذة عن حياة الكاتب “ابنُ المقفع”
1987 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الأول
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
الكاتب ابن المقفع شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة
يعود بنا الحديثُ عن ابنِ المقفع إلى أخبار رَجُلِ كان مَجُوسياً يعبد النارَ ثم أسلم، وقد رُوي في خبر إسلامه أنه بينما كان يمشـي ذات يوم في طريق ضيّق إذْ سَمِع صبيَّاً يتلو بصوت مرتفع قوله تعالى(أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (6) وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا (7) وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا (8) وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا) النبأ: 6 – 9.
فوقف منصتاً حتى أتمَّ الطفلُ قراءةَ السورة، ثم قال في نفسه: "الحقُّ أنه ليس هذا بكلام بشر".
فذهب بعدئذ إلى أمير من أمراء العباسيين وقال له: "لقد دخل الإسلامُ في قلبي، وأريد أن أُسْلِمَ على يَدَيْك" ثم أعلن إسلامَه، وسُمِّي "عبدالله".
وابُن المقفع من أصل فارسي، كان اسمه قبلَ إسلامه روزْبِه بن داذويه، تعلم الفارسية، ثم تعلَّم اللغة العربيةَ في مدينة البصـرة وأتقنها، وعَمِل بعدئذ كاتباً للأمراء، في زمن الأمويين، وفي زمن العباسيين، واشتغل بالترجمة والتأليف.
كان ابنُ المقفع مشهوراً بذكائه وسعة علمه، وكان كريماً عفيفاً وافرَ المروءة، وقد اشتهر بوفائه للأصدقاء.
ومن أشهر كتبه: كتاب "كليلة ودمنة" ترجمه عن الفارسية، وهو كتاب يَهْدُف إلى إصلاح الأخلاق، وتهذيب العقول، ويُعَدُّ مِثالاً للترجمة الصحيحة البليغة.
ومن كتبه "الأدب الكبير" وهو يتحدث عن الأخلاق، أخلاق الحكام وأخلاق من يريد العمل معهم. ويتحدث أيضاً عن الأصدقاء، وحُسْنِ اختيارهم وحُسْنِ معاملتِهم.
ومن كتبه أيضاً: "الأدب الصغير" وهو عبارة عن دروس أخلاقية اجتماعية تُرغَّب في العلم وتدعو الإنسانَ إلى تأديب نفسه.
وكتابة ابن المقفع تتميز بأسلوب سهل يَصْعُب تقليدُه، وهو مرتّبُ الفِكْر، واضحُ الألفاظ والمعاني، وهو يُعَدُّ من كبارِ الكتّاب في العصر العباسي.
وفيما يلي نموذجٌ من كتابته: "لا يَسْتخفُّ ذو العقل بأحد، وأحَقُّ مَنْ لم يُستخفَّ به ثلاثةٌ: الأتقياءُ والوُلاةُ والإخوان، فإنّه من استخَفَّ بالأتقياء أهلكَ دينَه، ومن استَخفَّ بالوُلاةِ أهلك دُنياهُ، ومَن استخفَّ بالإخوان أفسَد مُروءته".
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]