شخصيّات

نبذة عن حياة الكيميائي “بريستلي”

1999 تاريخ الكيمياء

صلاح محمد يحياوي

KFAS

الكيميائي بريستلي شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

"جوزيف بريستلي" رجل دين وكيميائي بريطاني، اكتشف أكسيد الآزوتي NITROUS OXIDE عام 1772م.

وبعد سنتين (عام 1774م) اكتشف الأكسجين بمعزل عن شيلScheele  الذي كان قد اكتشفه قبله بسنتين. 

أيد الثورة الفرنسية فأحرقت الغوغاء بيته وأتلفت مختبره ومكتبته فهاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1794م.

عُرف جوزيف بيرستلي خلال حياته منشقاً دينياً وسياسياً حر التفكير، أما اليوم فتنحصر شهرته في اكتشافاته العلمية وبخاصة في دراسته الغازات واكتشافه الأكسيجين.

 

ومن دواعي الاستغراب أن العلم لم يكن حقل دراسته الرسمية، فقد لحق الضعف بصحته في طفولته في قريته الصغيرة بيوركشير في انكلترة، ورغم أنه أضاع عدة سنوات غائباً عن المدرسة إلا أنه كان طالباً متفوقاً في اللغات وعلم اللاهوت والمنطق والفلسفة السياسية. 

وقد طور موقفاً ثقافياً شديد الاستقلال حمله في سنوات لاحقة إلى أن يتحدى علناً كثيراً من الاعتقادات الدينية والسياسية. 

كان بريستلي راديكالياً، وكان يعتقد بحماسه وَوجْدٍ بحرية الفرد وضرورة طرح التقاليد الصحيحة المرعية في المجتمع إلى المناقشة قبل قبولها.

وفي عام 1766م تعرف بريستلي على بنيامين فرانكلين الذي كان عندئذ في انكلترة مبعوثاً للمستعمرات الأمريكية، وكان هذا الأخير عالماً ذا شأن، فكانت لحظة حاسمة في حياة بريستلي، فقد كان شديد الإعجاب بافكار فرانكلين السياسية، وأخذ هيتم ببحوثه العلمية. 

وسرعان ما عكف منكباً على دراسات الكهرباء، ولم تمض سنة على ذلك حتى نشر تاريخاً ناجزاً لعلم الكهرباء يتضمن ملخصاً لحالته ونموه في ذلك الوقت، مشيراً إلى الحقول الممكنة لبحوث المستقبل.  وقد رسخ الكتاب شهرة بريستلي.

 

وفي الوقت الذي كان فيه العلماء الأوربيون والأمريكيون يبدون إعجابهم بهذا العمل كانت اهتمامات بريستلي متجهة نحو الكيمياء.

وكان من أول اكتشافات بريستلي اكتشافه للغاز الذي يعرف اليوم باسم ثنائي أكسيد الكربون.  ويعود هذا الاكتشاف إلى أن بريستلي كان يعيش عندئذ بجوار مصنع للجعة (البيرة)، وكان يلاحظ خلال تخمر الحبوب تكون غاز ذي خاصيات غريبة، غاز أثقل من الهواء يستطيع إطفاء اللهب، وقد جعلته هاتان الخاصيتان لاحقاً غازاً ثميناًجداً يستعمل في أولى مطفئات الحرائق. 

كما لاحظ أنه ينحل في الماء معطياً شراباً مرطباً، واقترح إمكان استعمال "المياه الغازية" في السفر بحراً لتنشيط المذاق المتعب لدى المسافرين.  وما كان بريستلي ليتخيل أن تغدو اكتشافاته أساس صناعة المرطبات على نطاق عالمي.

وازداد اهتمام بريستلي بالغازات فاخترع تقنيات جديدة أصيلة لدراستها.  كان الكيميائيون سابقاً يعزلون الغازات في أنابيب من الزجاج مختومة بالماء..، وما كان ذلك ليجري بصورة مرضية غلا إذا كان الغاز غير حلول في الماء. 

وكان بريستلي أول من عزل الغازات باستعمال الزئبق، ومكنه هذا من تحديد هوية الغازات الحلولة في الماء.

 

وفي عام 1774م حقق بريستلي أكثر اكتشافاته شهرة، إذ عزل الغازَ الذي نعرفه اليوم باسم أكسيجين.  وتوصل إلى ذلك بفضل استعماله الزئبق في عمله. 

وأتاح له ذلك فحص خاصيات الزئبق نفسه.  كان من المعروف منذ سنوات خلت أن الزئبق إذا ما سخن أعطى مادة صلبة وقاسية تعرف حالياً باسم أكسيد الزئبق.  سخن بريستلي الأكسيد، واكتشف أن الزئبق المعدني يتكون من جديد، ويتحرر – بالإضافة إلى ذلك – غاز ذو خاصية مدهشة. 

وكانت نظرية الاحتراق المعاصرة تقول بأن المادة تحترق محررةً في الهواء مادة تدعى "الفلوجيست أو الفلوجيستيك (وهي كلمة من أصل يوناني تعني الذي يحرق). 

فأطلق بريستلي على الغاز الجديد اسم "الهواء المنزوع الفلوجيست" لأنه يبدو قادراً على إخراج "الفلوجيست" من المادة، أي أن كل شيء يتقد بعنف في جو من هذا الغاز إلى درجة أن حضوره يلف باللهب جمرة شبه مطفأة.

 

كما درس بريستلي بعض التأثيرات الفيزيولوجية لهذا الغاز المكتشف حديثاً ملاحظاً أن استنشاقه يسبب بالفعل سروراً ورضى ينعش الجسم ويقويه، لا بل ذهبت به أفكاره إلى أن استنشاق الأكسيجين قد يتحول يوماً ما إلى عادة شعبية في أوساط التقاليع الجديدة.

لقد أضفت الاكتشافات العلمية شهرة دولية على بريستلي، إلا أن أفكاره السياسية التحررية (الليبرالية) أو اعتقاداته الدينية الراديكالية ابعدته عنا لمجتمع الانكليزي المحافظ في ذلك الزمان، وأكسبته كراهية العامة. 

وفي  إحدى المناسبات أحرقت مجموعة من الغوغاء المشاغبين ومثيري الاضطرابات الساخطين عليه منزله لأنه كان يؤيد الثورتين الفرنسية والأمريكية… مما دعاه في نهاية المطاف إلى هجر انكلترة إلى الولايات المتحدة الحديثة الاستقلال حيث استقبل استقبالاً حاراً.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى