نبذة عن حياة الكيميائي “لوي باستور”
2016 عصر البخار
جون كلارك
KFAS
شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة
باستور، لوي (١٨٢٢ – ٩٥)
لوي باستور كيميائي فرنسي ومن أوائل علماء البكتيريا في العصر الحديث. كان والده صباغاً، وتخرج من المدرسة العليا في باريس حاصلاً على درجة الدكتوراه في الكيمياء عام ١٨٤٧.
انتقل عاملاً في المجال الأكاديمي في عددٍ من الكليات في مدن ستراسبيرغ وليل وباريس ليعين في آخر المطاف أستاذاً للكيمياء بجامعة السوربون في باريس عام١٨٦٧. وفي عام ١٨٨٨ تقلد منصب مدير معهد باستور الذي أسس له ليكون مركز أبحاثه.
شملت أبحاث باستور دراسة بلورات الطرطير عام ١٨٤٨ توصل خلالها إلى اكتشاف وجود نوعين من البلورات كل منها صورة مرآة للأخرى. يدير أحد النوعين محور استقطاب الضوء باتجاه اليسار بينما يديره النوع الآخر باتجاه اليمين.
وبهذه الطريقة اكتشف باستور ظاهرة النشاط البصري الذي كان له تأثيرات مهمة على مفاهيم التركيب الهندسي للمركبات العضوية.
كما اكتشف باستور عفناً على شكل عجينة « يتغذي» بشكل تفضيلي على بلورات الطرطير ذات الإستقطاب باتجاه اليمين، مما وفّر طريقة لفصل نوعي البلورات (قبل هذا الإكتشاف كان فصل النوعين يتم يدوياَ باستخدام المجهر).
برهن باستور عام ١٨٥٧ على أن سبب التخمر هو وجود بعض الجسيمات المجهرية، التي سماها «الجسيمات المنظمة «، في تحول الحليب حامضاً على سبيل المثال. اكتشف باستور هذه الجسيمات المجهرية في الحليب الحامض، وبرهن على عدم حدوث ذلك من دون وجود هذه الجسيمات.
كان العلماء في تلك الايام في حيرة في تعليل سبب وجود اليرقات والذباب بشكل تلقائي في اللحوم الفاسدة. بل أن العفن يظهر حتى على الحساء المحتوي اللحوم لو ترك في الهواء لبعض الوقت.
أدت هذه الملاحظات إلى تبني العلماء الفكرة (الخاطئة) القائلة بالتخليق التلقائي – ظهور أشكال من الحياة من العدم. إختبر باستور هذه الفكرة عام ١٨٦٢ وأثبت أن الحساء يبقى صالحاً إذا تم غليه (لقتل الجسيمات المجهرية فيه) ومن ثم وضعه في وعاء محكم الإغلاق.
ووجد باستور ان سدادة قطنية ليست كافية للحيلولة دون التعفن، بل يستدعى الأمر سدادة محكمة تمنع الهواء من الدخول إلى الوعاء. وبذلك برهن باستور أن سبب التعفن وجود هذه الجسيمات المجهرية في الهواء، وعلى إثر ذلك تهاوت نظرية التخليق التلقائي.
كما استحدث باستور بعد سنة من ذلك عملية البسترة وهي عملية يتم فيها تسخين السائل، مثل النبيذ أو الحليب، لوقت قصير بهدف قتل الجسيمات المجهرية وإبقاء السائل صالحاً لمدة أطول.
قام باستور بعد ذلك بالبحث في أمراض دودة القز التي كانت تهدد الصناعات الحريرية في فرنسا، وكذلك نوع من أمراض الكلوليرا التي أصابت الدجاج. إستقرأ باستور أن انتشار هذه الأمراض يعود أيضا إلى جسيمات مجهرية، ويحتمل أن تكون نوعاً من البكتيريا، ووفرت هذه المعلومة الأرضية التي استندت عليها النظرية الجرثومية للأمراض.
قام باستور بزراعة الكائنات المسببة للأمراض لتصنيع لقاحات لعلاج المصابين بها لينتهي به الأمر إلى إنتاج لقاحات الوقاية منها. على سبيل المثال، أنتج باستور عام ١٨٨١ لقاحاً ضد مرض الجمرة الخبيثة (أنثراكس) وحقن بها عدداً كبيراً من قطعان الماشية.
ونتج عن تجربته إصابة ٢٤ من القطيع ضمن المجموعة التي لم تحقن باللقاح وموتها بمرض الجمرة الخبيثة. وفي عام ١٨٨٥ استخلص لقاحاً ضد داء الكلب القاتل.
لكن لم يكن بوسع باستور إنتاج الكائنات المجهرية المسببة لداء الكلب من خلال الزراعة (وذلك نظراً لأن الفيروس، وليس البكتيريا، يسبب المرض)، ولذلك لجأ لإنتاج اللقاح في مجرى دم حيوانات المختبر مثل الأرانب والكلاب. استخدم باستور أول عينة من اللقاح المنتج لإنقاذ حياة طفل يبلغ من العمر تسع سنوات أصيب بداء الكلب.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]