نبذة عن حياة المؤرخ القضائي “ابن خَلِّكَان”
1987 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الأول
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
المؤرخ ابن خلكان شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة
هو المؤرخُ القاضي أبو العباس أحمد بنُ محمد بن خلكان البَرْمكي الشافعي الأربلي. ولد في مدينة أربيل في العراق في عام 608هـ (1211م).
تَلَقَّى العلمَ على أبيه وشيوخ عصره في أربيل، ثم زار مدنَ حَلَب ودمشق والقاهرة طلباً للعلم، كما زار مدينةَ الموصل عدةَ مرات قابل خلالَها المؤرِّخَ الكبير ابنَ الأثير صاحبَ كتاب "الكامل في التاريخ".
تقلّدَ أحمدُ بن خلكانِ عدَّة مناصب حيث عيّنه السلطان الظاهر بيبرس قاضياً للقضاة في دمشق عام 659هـ (1261م) حيث صار مُشْرِفاً على السلطة القضائية في بلاد الشام بأكملها، وفي عام 669هـ (1271م) عُزل من مَنْصِبِه، ورحل إلى القاهرة وتولى التدريسَ بالمدرسة الفَخْرية.
وبعد وفاة الظاهر بيبرس عام 676هـ (1277م) عادَ ابنُ خلكان إلى منصبه السابق قاضياً للقُضاة في الشام. حيث استُقْبِلَ هناك استقبالاً حافلاً. وعاش في دمشق حتى مات ودفن فيها عام 681هـ (1282م).
ومن أهم مؤلفات ابن خَلِّكان كتابُه "وَفَيات الأعيان وأَنْباء أبْناء الزمان" وهو من أهم المصادر في تراجم الشخصيات المهمة، أمثال صلاح الدين الأيوبي، وأسد الدين شيركوه، وعماد الدين زَنْكي.
وقد ذكر في هذا الكتاب جماعةً من الأفاضل الذين شاهَدَهُم ونقل عنهم، أو كانوا في زمانه ولم يَرَهُمْ، كما تضَمَّن الكتابُ كلَّ من له شهرة بين الناس، وأثبت فيه مولَده ووفاتَه.
واهتم ابنُ خلكان بتواريخ وفاة الشخصيات لأنها تكاد تكون مؤكدة لأنهم ماتوا وهم مشهورون، وهذا هو تفسير عنوان الكتاب: "وَفَياتِ الأعيان" أما تواريخ ولادة هؤلاء فلم تكنْ معروفة أو مؤكدة في أحيان كثيرة، وذلك لعدم وجود تسجيل للمواليد مِثْلَمَا يحدث في وقتنا الحاضر.
ولقد رتَّب ابنُ خلكان كتابَه على حروف الهجاء، مُبْتَدِئاً في كل اسم من كل حرف بالفقهاء ثم بالخلفاء ثم بالندماء (أي من يسامرون الخلفاء والأمراءَ) والشعراءِ والأدباِء والكتَّابِ.
ولقد طُبِعَ هذا الكتاب في عدة أجزاء، كما تُرجم إلى عدة لغات شرقية وغربية، كالتركية والفارسية والانجليزية.
وفي القرن الثامن الهجري وضع المؤرخ ابنُ شاكر الكتبي (توفي عام 764هـ : 1363م) تَتِمَّةً أو ذيلاً على تاريخ ابن خلكان سماه "فَوات الَوفَيَات".
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]