نبذة عن حياة المؤلف “جَلال الدِّين السَّيوطِي”
2000 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الحادي عشر
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
المؤلف جلال الدين السيوطي شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة
هو جَلالُ الدِّينِ أبو الفَضْلِ عبدُ الرَّحْمنِ بنُ أبي بكرٍ بنِ محمَّدٍ السَّيوطِيُّ أو الأَسْيوطِيُّ، نِسْبَةً إلى مدينَةِ أسْيوط الواقِعَةِ في صعيدِ مِصْرَ.
وُلِدَ السَّيوطِيُّ في القاهِرَةِ. وكانَتْ أُسْرَتُه من الأُسَرِ الكبيرةِ.
اهتَمَّ والِدُه بتعليمِهِ اهتمامًا كبيرا، ولكنَّهُ تُوُفِّيَ قبلَ أن يبلغَ السَّيوطِيُّ السابِعَةَ من عُمْرِهِ، فَتَوَلَّى رعايَةَ السَّيوطِيِّ والاهتمامَ بتعليمِهِ الشيخُ العَلاَّمَةُ كمالُ الدِّينِ بنُ الهُمامِ، بناءً على وصِيَّةٍ من والِدِ السَّيوطِيِّ.
عاشَ السَّيوطِيُّ في عصرِ حُكْمِ المماليكِ لمصر. وكان لَهُم اهتمامٌ بالعلمِ والعلماءِ، فنَشَأَ السَّيوطِيُّ بينَ حَلَقاتِ العِلْمِ ومجالِسِ العُلماءِ، وأخذ اعلمَ عن أكثرَ من مِئَةٍ وخمسينَ شيخً من مَشايِخِ عصـرِهِ.
وقد ذَكَرهُم في كتابِهِ الّذي ألَّفَهُ عن مَشايخِهِ، وهو كتاب «المُنَجَّمُ في المعْجَم». وقد أخذَ العِلمَ أيضًا عن عددٍ من النساءِ المشهوراتِ بالعلمِ في عصرِه.
ورَحَلَ السَّيوطِيُّ إلى عددٍ من بلادِ الإسلامِ طَلَبًا للعلمِ فزارَ الشَّامَ، والحِجَازَ، واليَمَنَ، والهِنْدَ، والمَغْرِب.
وقدْ اشْتَهَرَ السَّيوطِيُّ بكَثْرَةِ التأْليفِ، فقد بلغَ عددُ مُؤَلّفاتِهِ سِتِّمِئَةَ كتابٍ، منها الصَّغيرُ الّذي لا يزيدُ على عَشْرِ وَرَقَاتٍ، والكبيرُ الّذي يقعُ في عِدَّةِ مُجَلّداتٍ. يقولُ السَّيوطِيُّ مُتَحَدِّثًا عن نَفْسِهِ في كتابِهِ «حُسْنُ المُحاضَرَةِ في أَخْبارِ مِصْرَ والقَاهِرَةِ»:
«ورُزِقْتُ التَّبَحُّرَ في سَبْعَةِ علومٍ: التَّفْسيرِ، والحَديثِ، والفِقْهِ، والنَّحْوِ، والمَعانِي، والبَيَانِ، والبَديعِ؛ على طريقَةِ العَرَبِ والبُلَغَاءِ، لا علَى طريقَةِ العَجَمِ وأَهْلِ الفَلْسَفَةِ. والّذي أعْتَقِدُهُ أنَّ الّذي وَصَلَتْ إليهِ من هذه العلومِ السبعةِ سِوَى الفِقْهِ والنُّقُولِ الّتي اطَّلَعْتُ عليها فيهما – لم يَصِلْ إليه ولا وَقَفَ عليهِ أَحَدٌ من أَشْياخي؛ فضلاً عَمَّنْ هو دُونَهُم».
ولعل كَثْرَةَ شُيوخِ السَّيوطِيِّ وتَفَرُّغَهِ للتَّدْريسِ منذُ صِغَرِهِ، ثم ابْتعادَهُ عن المناصِبِ الحكومِيَّةِ، من أَهَمِّ الأسبابِ الّتي ساعَدَتْ على كَثْرَةِ مُؤَلَّفاتِهِ.
يضافُ إلى هذه الأسبابِ تَفَرُّغُهُ في الثُلُثِ الأخيرِ من حياتِهِ تَفَرُّغًا كامِلاً للقراءَةِ والتأليفِ. فقد انْقَطَع عن النَّاسِ وعن التَّدريسِ والإفْتاءِ في منزلِهِ في القاهِرَةِ، ولم يَقْبَلْ أيَّ عَمَلٍ من الأعمالِ الّتي تُعْرَضُ عليه حتَّى آخِرِ حياتِهِ.
وكان السَّيوطِيُّ مُؤَلِّفًا موسوعيًّا فكتَبَ في مُعْظَمِ العلومِ المعروفَةِ في عصرِهِ. ومن أَهَمِّ مؤلَّفاتِهِ في علومِ الدين:
1-الإتْقانُ في علومِ القرآنِ.
2-الأشْباهُ والنَّظائِرُ في الفِقْهِ.
3-الحاوِي للفَتَاوِي.
4-جامِعُ المسانيدِ، ويسمَّى «الجامِعَ الكبيرَ في الحَديثِ»، جَمَعَ فيه كلَّ الأحاديثِ الواردَةِ في كُتُبِ الصِّحاحِ، ورَتَّبَها علَى حُروفِ المُعْجَمِ.
5-الدُّرُّ المَنْشُورُ في التّفسيرِ بالمأثورِ.
6- لُبابُ النُّقولِ في أسبابِ النُّزولِ.
ومن أَهَمِّ ما كَتَبَهُ في علومِ اللّغَةِ:
1-الأشْباهُ والنَّظائِرُ في النَّحوِ.
2- شَرحُ شواهِدِ المُغْني.
3-هَمْعُ الهَوامِعِ في شَرْحِ جَمْعِ الجوامِعِ.
4-المُزْهِرُ في علومِ اللُّغَةِ وأنواعِها.
ومن أَهَمِّ مؤلَّفاتِهِ في الأَدَبِ:
1- بَهْجَةُ الخَاطِرِ ونُزْهَةُ النَّاظِرِ، جَمَعَ فيهِ ما قيلَ في وصفِ مِصْرَ.
2- تُحْفَةُ المَجَالِسِ ونُزْهَةُ المُجَالِسِ.
3- دُرَرُ الكَلِمِ وغُرَرُ الحِكَمِ.
4- كُنْهُ المُرادِ في شرحِ بانَتْ سُعادُ.
إشارةً إلى قصيدةِ كعبِ بن زهيرٍ:
بانَتْ سعادُ فقلبِيَ اليومَ مَتْبُولُ
مُتيَّمٌ إِثْرَها لم يُفْدَ مكبولُ
أمَّا مُؤَلَّفاتُه في التَّاريخِ فأهَمَّها:
1– بُغْيَةُ الوُعاةِ في طبقاتِ اللُّغوِيِّين والنُّحاةِ.
2- تاريخُ الخُلَفاءِ.
3- حُسْنُ المُحَاضَرَةِ في أخبارِ مِصْرَ والقَاهِرَةِ.
4- طَبَقَاتُ الحُفَّاظِ.
وتُوُفِّيَ السَّيوطِيُّ رحِمَه الله سَنَةَ 911هـ، بعدَ مرضٍ امتدَّ سَبْعَةَ أيّامٍ، ودُفِنَ في القَرَافَةِ الكُبْرَى في القاهِرَةِ ولكنَّ كُتُبَهُ ما زالَتْ حيَّةً يَنْتَفِعُ بها طُلاَّبُ العِلْمِ في شَتَّى مجالاتِ المَعْرِفَةِ.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]