نبذة عن حياة المهندس “أسمبارد برونل”
2016 عصر البخار
جون كلارك
KFAS
شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة
أسمبارد برونل ( ١٨٠٦-٥٩)
يعتبر أسمبارد برونل أحد أعظم المهندسين الإنجليز خلال القرن التاسع عشر.
صمم برونل الجسور ومراسي السفن وسكك الحديد والأنفاق وقبل ذلك كله صمم السفن البخارية. ولد برونل في جنوب إنجلترا لأبٍ مهندس فرنسي المولد، مارك برونل (١٧٦٩-١٨٤٩) الذي نال شهرة واسعة لبنائه أول نفق تحت مياه نهر التيمز في لندن. نال أسمبارد تحصيله العلمي الأولي على يد مدرسين خصوصيين ورحل عام ١٨٢٠ إلى فرنسا لاستكمال دراسته هناك.
عاد بعد سنتين ليشتغل عند والده. بحلول عام ١٨٣١ صمم أسمبارد أول جسوره المعلقة، جسر كلفتون المعلق، على منطقة أفون غورج في مدينة بريستول جنوبي غرب إنجلترا، لكن البناء لم يكتمل إلا بعد وفاته. شيد عام ١٨٤٥ جسر هنجرفورد المعلق فوق نهر التيمز.
عينت شركة غريت ويسترن للسكك الحديدية حديثة الإنشاء برونل عام ١٨٣٣ بوظيفة مهندس أنيطت به مهمة تخطيط وبناء سكة حديدية من لندن إلى بريستول. صمم برونل جميع الجسور الرئيسة والثانوية للمشروع وأنفاقه إلى جانب مباني محطات القطار.
وعندما شرعت الشركة في توسعة الشبكة غرباً صمم برونل جسر البرت الملكي ليمتد الخط عبر نهر ثامار من مقاطعه ديفون إلى مقاطعة كورنوول، وهي المقاطعة الأبعد غرباً. اكتمل تشييد الجسر العظيم المبني من الحديد المطاوع في السنة التي توفي فيها برونل، ومازال الجسر قيد الإستخدام حتى اليوم.
كانت أكثرية ركاب شركة غريت ويسترن للسكك الحديدية إلى لندن من المسافرين القادمين عبر المحيط الأطلسي من أمريكا الشمالية. وفي عام ١٨٣٨ صمم برونل سفينة نقل عابرة للمحيطات ذات بدن خشبي وتوفر المجاديف التي تدار بالبخار القوة المحركة لها، غريت ويسترن، وذلك بهدف تسريع عملية عبور الأطلسي.
كانت غريت ويسترن أكبر سفينة أيامها واستغرقت رحلتها الأطلسية ١٤ يوماً. أدخل برونل في تصميمه التالي تعديلين مهمين، تمثل التغيير الأول باستبدال البدن الخشبي ببدن حديدي، أما الثاني فكان استبدال المجاديف بالمراوح اللولبية.
ضمت الباخرة الجديدة، أس. أس. غريت بريتن ست صواري لحمل الأشرعة ومدخنة واحدة وبلغ وزنها ٣,٦٤٠ طناً (٣,٣٠٠ طن متري) ودشنت باكورة رحلاتها عام ١٨٤٥ .
لكن حلم برونل ببناء سفينة بخارية حديدية البدن تستوعب ٤,٠٠٠ راكب إلى استراليا كان أقل نجاحاً. شيد تصميمه الثوري للسفينة على ضفاف نهر التيمز في لندن. تمثلت المعضلة بعدم وجود دعامة بطول كاف لتضم السفينة الضخمة – تم التشييد بمحاذاة ضفة النهر مع دفعها من جوانبها نحو النهر.
استغرق بناء السفينة أس. أس. غريت إيسترن خمسة أعوام ابتداء من العام ١٨٥٣. ولسبب ما، عاد برونل إلى استخدام المجاديف كقوة دفع رئيسة، واضعاً المراوح كقوة دفع إضافية فقط.
ضم تصميم السفينة أشرعة أيضاً، لكن النظام المزدوج للمجاديف والمراوح اللولبية كان بحاجة إلى قدرة تفوق ما يمكن للآلات البخارية المثبته على السفينة توفيرها. توفي برونل بعد أيام فقط من باكورة رحلات السفينة العملاقة.
نسب إلى برونل (للمرة الثالثة) أسبقيته في بناء أكبر سفينة في العالم. لكنه، وعلى عكس السفينة غريت بريتن، بقيت للسفينة غريت إيسترن مهام أخرى لتنجزها. قام الممول الأمريكي سايروس دبليو فيلد بتوفير غالبية الأموال اللازمة لمد كابل برق تحت مياه المحيط الأطلسي.
لكن الكابل الأول الذي وضع فشل في تحقيق النتيجة المرجوة، وعلى إثر ذلك عين فيلد الفيزيائي الإسكتلندي وليام تومسون، لورد كلفن (١٨٢٤-١٩٠٧) بوظيفة المهندس الكهربائي المسؤول عن تنفيذ المحاولة الثانية.
اختيرت السفينة غريت إيسترن لحمل الكوابل ووضعها نظراً لكبر حجمها الذي يمكنه استيعاب الأميال العديدة من الكوابل، كما يمكنها توفير منصة متزنة نسبياً لإنزال الكوابل في أعماق المحيط وفي نهاية المطاف نجح المشروع في وضع كابل دائم بين إيرلندا ونيوفوندلاند.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]