نبذة عن حياة مؤسس الدولة العباسية “أبو جعفر المنصور”

1987 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الأول

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الدولة العباسية أبو جعفر المنصور شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

اسمُه عبدُ الله بنُ محمد بنُ عليِّ بنُ عبدِ الله بنُ العبّاس، الهاشمي، وكُنْيَتُه أبو جعفر، ولَقَبُهُ المنصور.

وُلِدَ عام 95هـ (714م)، وبايعه الناسُ بالخلافة بعهدٍ من أخيه أبي العباس السفاح عام 136هـ (753م).

وأبو جعفر هو مؤسِّسُ الدولة العباسية الحقيقي ووالدُ الخلفاء العباسيين جميعاً، كان ذا شجاعةِ وحزمِ ورأي وقوة، فقد حارب أعداءه حتى استقام له المُلْك.

وقاوم الخارجين عليه من بقايا الأمويين والخوارج والعَلَويين، وانتصر عليهم ولَقَّب نفسَه بالمنصور.

وأهمُ أعمالِه التي خَلَّدَتْ اسمَه تأسيسُ مدينة بغداد، وقد جعلها عاصمةَ الخلافة، واختارَ موقعَها بنفسِه في وسط العراق على شاطئ دجلة في عام 145هـ (722م) لتصبحَ من أهم مدن العالم الاسلامي بعدَ وقت قصير.

أما بالنسبة لسياسته الخارجية فقد دَعَم النفوذَ الإسلامي في تركستان وآسيا الصغرى، وأغلق الباب أمامَ التأثير الصيني هناك، ولكنه اتبع خُطَّةً دفاعية في مواجهَةِ دولةِ الروم.

 فلم يضع مشروعاً للهجوم عليها لأن اهتمامه كان منصباً على المشرق أولاً فلما اتجه إلى المغرب والأندلسِ كان الوقتُ قد فاتَه.

إذْ أقام الخوارجُ لهم دُوَلاً في المغرب، كما تمكَّن عبدُ الرحمن الداخلُ الأموي من الاستقلال بحكمِ الأندلس.

وفي أيامه شرع المسلمون يطلبون علومَ الفُرْسِ واليونان، لتبدأ حركةُ الترجمة.

وفي عهده صنع مُحَمَدٌ الغزاري أوَّلَ اسطرلاب في الإسلام وفي عام 158هـ (774م) قرر المنصورُ التوجهَ لأداء فريضةِ الحج، لكنه لم يصلْ سالماً إلى مكةَ، بل قدم مريضاً ومات في ذي الحجة من العام نفسِه، وكان عمره حين وفاته عن 63 عاماً.