العلوم الإنسانية والإجتماعية

نظرة مستقبلية عامة حول آليات التعاون الدولي في العلم والهندسة والطب

1998 تقرير1996 عن العلم في العالم

KFAS

آليات التعاون الدولي العلم والهندسة والطب العلوم الإنسانية والإجتماعية المخطوطات والكتب النادرة

إن محترفي العلم في أمريكا الشمالية، مثل العلماء في كل الدول، هم ذوو عقلية عالمية، يشاركون في الاجتماعات والتجارب المشتركة، ويمسحون الأدبيات البحثية، ويأخذون بعين الاعتبار المنافسين والزملاء في كل مكان.

ولكن الإحباط ينمو حول آليات التعاون الدولي في العلم والهندسة والطب. وينجم بعض هذا الإحباط عن التنافس الاقتصادي مع ما له من أساس تقاني، وذلك بسبب الاتجاهات الجديدة لفرض قيود محكمة على تبادل نتائج البحث عندما تكون هناك إمكانية لتعرّض المصالح التجارية للخطر.

وفوق ذلك، فإن المؤسسات الدولية التي تسهل التعاون تواجه متطلبات جديدة، وتتنافس على موارد مالية ضئيلة مما يجعلها بحاجة إلى التجديد.

وقد نشأت ترتيبات خاصة لتنسيق البحث العالمي في مجالات واسعة النطاق تمتد من فيزياء الطاقة العالية والاندماج النووي إلى وباء الإيدز والمجين (الجينوم) البشري. وإن الحاجة الملحة المتزايدة إلى تقاسم التكاليف، حتى في "العلم الصغير"، تجعل التعاون أكثر ضرورة والإدارة أكثر تعقيداً.

وفي المستقبل، يجب أن تُجرى إعادة تقييم البنية التحتية العالمية للتعاون بطريقتين. الأولى، هي طريقة "من القاعدة إلى الأعلى" وتعني استشارة الناشئة ومتوسطي المستوى العاملين من علماء ومهندسين وأطباء ذوي توجهات بحثية حولَ الفرص والاحتياجات.

والثانية، هي منظور "من القمة إلى الأسفل" ويعني إشراك القيادات الأكبر سنًا من الحكومة والجامعات والصناعة الذين يعرفون نقاط القوة والضعف في النظام التقليدي المستمر ويستطيعون إقامة علاقة بين الأهداف بعيدة المدى للقطاعين العام والخاص وبين وظائف البحث والتطوير.

 

وسوف يكون الهدف الأساسي، هو رسم مخطط تلك الإصلاحات المؤسساتية التي تعزز تنشيط التطوير الوطني والإقليمي والعالمي.

إن معايير الاختيار في عمليات إعادة التقييم هذه أكثر تعقيدًا الآن مما كانت عليه قبل عشر سنوات. مثلاً، بما أن الاتصالات الإلكترونية هي وسيلة قوية هائلة جديدة من أجل التعاون، فإن الحاجة إلى التنسيق المركزي للعاملين تغيرت وربما قلَّت.

وفي الوقت ذاته فقد برزت حاجات جديدة من أجل التخطيط والتمويل المشتركين لمشروعات رئيسية، وكذلك من أجل إجراء تنسيق عالمي لجمع وتفسير ونشر قواعد المعلومات الكبيرة.

وبما أن التمويل الحكومي السخي لم يعد مضمونًا، فقد تقتضي الحاجة إيجاد أطر جديدة لضمان مستوى ملائم من التحكم في الجودة والفعالية والموثوقية والمشاركة والإنتاجية وذلك في عدد كبير من الاستثمارات البحثية البعيدة المدى خلال القرن المقبل.

وتتجلى التحديات المعقدة بشكل قوي في الميدان البيئي. فمع التوسع العالمي للبحث في العلوم البيئية ينبغي ربط الاستثمارات المتزايدة في العلم بتحسينات ملموسة في السياسات لرفع درجة النوعية البيئية دون التضحية بفرص النمو الاقتصادي.

 

ومن تقييم عامل المخاطرة على المستوى المحلي إلى التنسيق البحثي حسب الموازين الوطنية والعالمية، فإن كل دولة تهدف إلى إحراز تقدم في معارفها العلمية وإلى تعلم كيفية استخدام أفضل البيانات من البحث العالمي لفهم الخيارات السياسية البيئية.

إن جزءًا من اهتمام الولايات المتحدة بتوسيع رقعة التعاون الدولي ينبع من الحقيقة المؤلمة بأنه لم يعد باستطاعة الولايات المتحدة وحدها تحمل عبء تمويل مشروعات "العلم الكبير" المتوضعة على تخوم المجالات الأساسية، لاسيما في العلوم الفيزيائية والهندسية مثل الاندماج النووي.

تكلف مثل هذه المشروعات مئات الملايين من الدولارات –بل البلايين في أغلب الأحيان– وتتطلب عملاً مستديمًا معقدًا يمتد لعشر سنين أو أكثر. ويشمل الدعم الحكومي وزارة الطاقة ووكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) ومؤسسة العلم الوطني (N.S.F).

وقد أوقف العمل في العديد من هذه المشروعات بسبب معضلات سياسية ومالية معقدة، والتي تتضمن، في بعض الحالات، زيادات ضخمة في التكاليف.

وفي المستقبل، سيصبح التعاون الدولي ضروريًا لمثل هذه المشروعات، وعليه أن يشمل الخطط والتصميم والتمويل والإدارة.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى