نظرية العالم “إدوارد جينير” في اكتشاف التطعيم من مرض الجدري
2006 وجدتها
ريتشارد بلات
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
العالم إدوارد جينير مرض الجدري نظرية اكتشاف التطعيم من مرض الجدري الطب
ما من شيء يستحق "الجدارة" في "الجدري" ، فهذا المرض الفتاك قتل ذات مرة عُشر أطفال بريطانيا.
وقد ساعدت بعض العلاجات الشعبية، برغم ما تنطوي عليه من مخاطر على حماية بعضهم منه.
على أن تفاخر إحدى الخدم العاملات في حلب الأبقار هو الذي دفع بالطبيب الإنجليزي إدوارد جينير إلى الحصول على علاج مأمون منه؛ فبفضل الطعم الذي اكتشفه في العام 1788 لم يعد أحد اليوم يموت بسبب الجدري.
ولكن من هو إدوارد جينير؟
ولد إدوارد جينير (1749-1823) لأب قس، في قرية بيركيلي بإنجلترا.
وقدعمل من سنة 13 إلى 21 جراحاً متدرباً، ثم درس الطب في لندن قبل أن يعود إلى موطنه طبيباً.
وما هو بالتحديد مرض الجدري؟
يبدأ المرض بحمى شديدة، وطفح جلدي أحمر لامع، وربما يقضي على حياة الشخص المصاب خلال يومين، وكانت البثور الراشحة تقلق كثيراً من يسعدهم الحظ بالبقاء على قيد الحياة.
لقد كان الجدري مرضاً رهيباً.
العلاجات التقليدية
عرف إدوارد جينير العديد من العلاجات التقليدية عندما بدأ العمل طبيباً للقرية في العام 1773، وكان قد سمع كيف أن الناس يحمون أطفالهم بمسح صديد من بثور مصابين بجدري البقر على جروح يضعونها في جلد أطفالهم، إلا أنه علم كذلك أن هذا "العلاج" كان كثيراً ما ينقل المرض بدلاً من أن يوقفه.
لحظة الإلهام لدى جينير
لقد كانت عاملة حلب الأبقار سارة نيلمز هي من أوحت إلى جينير بفكرة التحكم في الجدري.
فقد سمعها تتفاخر بأنها لن تصاب بالجدري لأنها أصيبت من قبل بجدري أقل منه شدة وهو جدري الأبقار، من خلال الأبقار التي تعمل في حلبها.
وجدتها! وقد أدت موجة من موجات انتشار الجدري في العام 1788 إلى إثبات صحة ما قالت، حيث لم يصب الجدري مرضى جينير الذي تعرضوا للإصابة بجدري البقر من قبل.
اختبار النظرية
قرر جينير أن يثبت أن جدري البقر يحمي الناس من الإصابة بالجدري، وكان عليه أن يعدي شخصاً صحيحاً بالمرض القاتل. وفي العام 1796 واتته الشجاعة للمحاولة.
واختار جينير ابن البستاني العامل لديه "جيمس فيبس" وقام بعناية بعدوى الطفل بجدري البقر مستخدماً صديداً من بثور أحد المرضى.
وأصيب فيبس بحمى بسيطة، ولكنه سرعان ما تعافى منها.
وبعد سبعة أسابيع، قام جينير بتكرار التجربة – ولكن هذه المرة نقلاً من مريض يعاني الجدري.
وكان ما أثلج صدر جينير أن فيبس لم يصب بالمرض، فقد جعل جدري البقر الجسم محصناً ضد الجدري.
ماذا حدث بعد ذلك؟
لم يقتنع الأطباء بعلاج جينير، الذي أطلق عليه التطعيم.
ولم توافق الجمعية الطبية الملكية البريطانية على نشر اكتشافه، لذا قام هو بنشر كتاب عنه.
ثم شاع التطعيم، وصدر قانون جديد في العام 1845،بإلزام الجميع بالتطعيم، وبحلول العام 1980، استطاعت البشرية من خلال حملة تطعيمية كبيرة التخلص للأبد من مرض الجدري.
على أن العلماء يخشون من قيام المنظمات الإرهابية بإعادة إحياء أمراض مثل الجدري، وبخاصة أن مثل تلك الأمراض قد تكون معدلة وراثياً، بحيث تكون مقاومة للتطعيم.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]