البيولوجيا وعلوم الحياة

هيكل (بنية) العين

2008 دليل جسم الانسان

ريتشارد ووكر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

البيولوجيا وعلوم الحياة

إن أبسط طريقة لفحص هيكل العين هي النظر إلى الطبقات الثلاث التي تُكوِّن مقلة العين (انظر الشكل أدناه). تتألف الطبقة الخارجية من الصُّلْبَة، التي تغطي معظم مقلة العين وتشكل الجزء الأبيض المرئي في العين، والقّرنيّة، وهي المنطقة المحدبة الواضحة التي تسمح للضوء بدخول العين. والطبقة الوعائيَّة الوسطى (الغِلالَة الوِعائيَّة للمقلة)، أو العِنَبِيَّة، تتألف، في معظم مقلة العين، من المَشِميَّة. وهذه الطبقة الداكنة (المظلمة) تروي الطبقات الأخرى بالدم وبسبب سَوَادِها فإنها تمنع الانعكاس الداخلي للضوء. ومن الناحية

الأمامية تصبح سميكة لتشكل الجِسْم الهَدَبِيّ، الذي يحتوي حلقة من العضلات. وتبرز من الجسم الهدبي باتجاه الداخل الأربطة المُعَلِّقة التي تُثبِّت العدسة الشفافة، المصنوعة من ألياف تحتوي على البروتينات تسمى بلَّورِين، في مكانها. وتُعدِّل العضلات الهدبية شكل العدسة لتركيز الضوء بشكل أدق مما هو مركز جزئياً بواسطة القرنية.

وتبرز الطبقة الوعائية نحو الداخل، أمام الجسم الهدبي، لتشكيل القُزَحيَّة. وتحتوي القزحية على صباغ الميلانين الذي يعطي العين، بناء على درجة تركزه، اللون الذي يتراوح بين الأزرق الباهت إلى البني الداكن. وتحتوي القزحية أيضاً أليافاً عضلية ملساء مُرتَّبة بطريقة شعاعية أو دائرية. وتقوم الألياف آلياً بتنظيم حجم الفتحة المركزية لحدقة العين للتحكم بكمية الضوء الذي يدخل إلى العين

الطبقة الداخلية للعين، الشبكيَّة، تغطي المَشِميَّة وتمتد إلى الأمام لتغطي الجسم الهدبي. وهي تتألف من نَسَق من المستقبلات الضوئية تسمى القضبان

والمخاريط (انظر أيضاً الصفحات 52-53)، والألياف العصبية التي تحمل الدفعات العصبية التي تولدها المستقبلات الضوئية إلى الدماغ. والقضبان التي يصل عددها إلى 120 مليوناً تعمل بشكل أفضل في الضوء الخافت وتنتج الصور بالأبيض والأسود. أما المخاريط التي يصل عددها إلى خمسة ملايين فتعمل بشكل أفضل في الضوء الساطع، وتكتشف الألوان وتعطي أدق التفاصيل. وتنتشر القضبان في جميع أنحاء الشبكيَّة، فيما تتمركز المخاريط في

النُقْرة، وهي النقطة المركزية للشبكية خلف العدسة مباشرة. تغادر ألياف العصب الشبكي مقلة العين عبر العصب البصري. وعند نقطة الخروج، القرص البصري، لا توجد مستقبلات ضوئية. هذه «النقطة العمياء» التي لا يتم فيها اكتشاف أي ضوء، تترك فجوة مرئية «يملؤها» الدماغ.وعند كل طرف من العدسة تنقسم العين إلى فجوتين غير متساويتين. تمتلىء الفجوة الأكبر والخلفية بخِلْط زجاجي كالهُلام. أما الفجوة الأصغر والأمامية فتمتلىء بخِلط مائي، وهذا الخلط يحافظ على شكل حدقة العين.


[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى