وجود الزواحف والبرمائيات في الصحارى
2013 دليل الصحارى
السير باتريك مور
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
الحيوانات والطيور والحشرات علوم الأرض والجيولوجيا
من الأمور التي تكاد لا تُصدّق وجود أسماك وحيوانات برمائية في الصحارى وهي موطن يتسم بكونه فعلياً من دون أي مياه دائمة وثابتة.
وفي واحدة من أشد الصحارى على وجه الأرض –وادي الموت على الحدود بين نيفادا وكاليفورنيا– يعيش العديد من أنواع سمك البطحيش الصحراوي (Deseret Pupfish) – الذي يشبه الشبوط ولكنه أصغر منه حجماً- في الجداول المالحة. وبوسع السمك تحمل درجة حرارة تصل الى 43 مئوية (111 فهرنهايت).
وفي ليالي الشتاء الباردة يتعين على هذه الأسماك ذاتها تحمل درجات حرارة منخفضة تصل الى 1 أو 2 مئوية (34 أو 35 فهرنهايت). وهذه المقدرة الجيدة على تحمل درجات الحرارة، وهي ناحية غير عادية جداً لدى الحيوانات المائية، هي التي مكنت سمك البطحيش الذي يشبه الشبوط من البقاء في وادي الموت طوال الـ 30000 سنة الماضية على الأقل.
وتقتات هذه الأسماك على الطحالب الزرقاء التي تتحمل أيضاً التغيرات الكبيرة في درجات الحرارة بصورة عالية. غير أن أكبر خطر يتهدد هذه السماك الصغيرة والفريدة اليوم ليس قسوة الصحراء بل الإنسان. وذلك لأن الطلب المتنامي على الماء في كاليفورنيا يخفض من مستوى الماء الجوفي وعليه فإن بعض الينابيع التي تعيش أسماك البطحيش فيها قد بدأت تجف.
الزواحف والبرمائيات: الأسماك في حاجة الى مياه دائمة، غير أن البرمائيات في حاجة الى الماء من أجل التوالد فقط. وعليه فإنها تستطيع استخدام برك الماء المؤقتة التي تتشكل خلال العواصف الممطرة العَرَضية. وتفقد البرمائيات الماء عادة من خلال جلودها.
وعلى أي حال بوسع الأجناس الصحراوية تحمل فقدان الماء حتى 50 في المئة من وزن جسمها. ويحتفظ بعض الأنواع بالبول المخفف في كيس داخل الجهاز الهضمي بدلاً من طرحه وفقدان الماء.
وتمضي البرمائيات التي تستوطن الصحراء، مثل ضفادع الطين، الوقت بين فترات هطول الأمطار بالتصييف aestivating (البقاء في حالة خدر) أو النسخة من الطقس الحار للسبات الشتوي: حيث يصبح الحيوان هاجعاً عند انخفاض حاجته من الطاقة. وهذا اسلوب تتبعه مجموعات كثيرة من حيوانات الصحراء للتعامل مع فترات الظروف المعاكسة وغير الملائمة.
وبين الثدييات تعمد سناجب الأرض والطيور وبعض الزواحف الى السبات. ويحدث السبات عادة في الفصول التي ينُدر فيها الطعام أو الماء. وتحفر ضفادع الطين جحوراً على عمق يقارب المتر (3 أقدام) في التربة الرطبة. وتصبح الطبقة الخارجية من جلودها عندئذ أكثر قساوة وجلدية بُغية خفض فقدان الماء.
وفي هذه الحالة تنخفض معدلات الأيض عندها بصورة دراماتيكية، وتستطيع البقاء حتى تسعة أشهر عبر احتياطيات الدهون. ومع بداية الأمطار تنشط الحيوانات البرمائية من جديد وتشق طريقها الى السطح ثم تطرح جلودها، ويتم التزاوج وتفقيس البيض في البرك التي تشكلت حديثاً من ماء المطر.
وبالمقارنة مع البرمائيات تعتبر الزواحف ملائمة بقدر أكبر للحياة في الصحراء. ولدى السحالي والأفاعي والسلاحف جلود سميكة تحبس الماء. ومعظم سحالي وسلاحف الصحراء من النوع الذي ينشط خلال النهار، بينما العديد من الأفاعي ينشط أثناء الليل.
وفي فصل الصيف، تتجنب السحالي عادة الأوقات الأشد حرارة في النهار وتنشط في الصباح والمساء فقط، وتتنقل من الضوء الى الظل بغية تنظيم درجة الحرارة. وسلاحف الصحراء في صحراء موهافي في كاليفورنيا تقتات بالأعشاب وكذا شأن القليل من السحالي.
أما معظم السحالي وكل الأفاعي فهي لاحمة. والحشرات هي الطعام الرئيس للأجناس الأصغر، غير أن السحالي الأكبر حجماً والأفاعي تتغذى على السحالي الاخرى والقوارض والبيض.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]