وسائل الاتصال الاجتماعية بين الحشرات

2013 الموسوعة الميّسرة لحشرات دولة الكويت(النمل والنحل والدبابير)

وسيمة الحوطي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

وسائل الاتصال الاجتماعية بين الحشرات الحيوانات والطيور والحشرات البيولوجيا وعلوم الحياة

1- الرقص عند النحل:

تتفاهم شغالات النحل فيما بينها بلغة الرقص، فعندما ترجع شغالة النحل وهي ناقلة لحبوب اللقاح ورحيق الأزهار إلى الخلية فإنها تقوم بإخبار رفيقاتها عن هذا الغذاء وطعمه وموقع البحث عنه لمساعدتها على جمع المزيد منه.

قام العالم كارل فريش في عام 1971 بتتبع حركات النحل العائد إلى المستعمرة، وحاول فك رموز الرقص الذي تقوم به، جاءت نتائج مذهلة. 

فإن كان مصدر الغذاء على بعد 50 مترا من المستعمرة فإن النحلة الشغالة تقوم بعمل رقصتين مختلفتين حسب بعد مصدر الغذاء عن خلية النحل فتقوم خلالها بقية النحل بمراقبة نوع الرقصة وتفهم مدلولاتها.

 

أنواع رقص النحل:

أ- الرقص الدائري:

إذا كان مصدر الغذاء يبعد 50 مترا عن خلية النحل تقوم الشغالات بعمل الرقص الدائري؛ وهو عبارة عن عمل دوائر صغيرة منحرفة ذت اليمين وذات الشمال، كلما طالت مدة الرقص كلما دل هذا على أن مورد الغذاء يحتوي على أزهار مليئة بالرحيق الوفير. 

إن الرسالة التي تنقلها النحلة الباحثة عن الغذاء لزميلاتها تقول "طيروا خارج الخلية وفتشوا عن الأزهار التي تحمل رائحتي وعندما تجدونها اجمعوا الرحيق".

 

ب- الرقص الاهتزازي:

إذا كانت المسافة بين مصدر الغذاء والخلية أكثر من 50 مترا، تقوم النحلة الباحثة عن الطعام بعمل الرقصة الاهتزازية، وفيها تقوم النحلة بعمل نصف دوائر تشبه رقم 8 مع هز البطن للأمام والخلف.

عدد أنصاف الدوائر يدل النحل المراقب على بعد الغذاء من الخلية، كلما بعد المصدر قلت عدد الدوائر، فعلى بعد 1000 متر تقوم النحلة بعمل 16 رقصة، أما إذا كان الغذاء على بعد 5000 متر فتقوم بعمل ست رقصات اهتزازية فقط.

 

الرقصات الاهتزازية لا توضح المسافة بين الغذاء والخلية فقط؛ ولكن توضح كذلك اتجاه الغذاء بالضبط وذلك بحساب الزاوية التي تعملها النحلة الباحثة عن الطعام مع الشمس.

فإذا اتجهت النحلة الراقصة إلى الأعلى مباشرة خلال الجزء المستقيم من رقصة الاهتزاز التي تؤديها، فهذا يدل على أن الغذاء يوجد في اتجاه الشمس

 

أما إذا اتجهت النحلة الراقصة إلى الأسفل مباشرة فهذا يدل على أن الغذاء يوجد عكس اتجاه الشمس. 

كما تخبر النحلة الباحثة عن الغذاء عن زاوية الطيران، وذلك حسب زاوية الصعود والهبوط.

وإذا رقصت بزاوية 60 درجة إلى اليمين فهذا يدل على أن الغذاء موجود على زاوية 60 درجة يمين الشمس، وإذا لفت 45 درجة يسارا، فهذا يدل على أن الغذاء موجود على زاوية 45 درجة يسار الشمس، وهكذا دواليك بحيث تستعمل الشمس كبوصلة.

 

2- الفيرمونات عند النحل والنمل:

الفيرومونات مواد كيماوية يفرزها النحل والنمل من غدد خارجية خاصة. 

وتفرز على هيئة رذاذ خفيف، الغرض منها نقل رسالة معينة تستقبل بواسطة أعضاء الشم مثل تلك الموجودة على قرون الاستشعار.

 

الفيرومونات عند النحل:

تنقسم الفيرومونات عند النحل إلى مجموعتين: المجموعة الأولى ذات أهمية وفعالية خارج المستعمرة.

وهي فيرمونات تدل على وجود الخطر وتسمى بفيرومونات الإنذار وتفرزها الشغالات. 

والمجموعة الثانية هي التي تعمل داخل الخلية، وهي الفيرومونات التي تحافظ على عمل أفراد المستعمرة وتفرزها الملكات.

 

فيرومونات الإنذار هي لطلب النجدة عند وجود خطر يقترب من المستعمرة، وتفرزها الشغالات الصغيرة العمر عندما تبرز آلة اللسع.

فيرومونات الحضانة والقرص، وهي لتمييز غرف حضانة يرقات الشغالات عن الذكور والملكات، لأنها تطعم اليرقات بغذاء مختلف حسب الفئة، وتفرزها الملكات.

كما تفرز الملكات فيرومونات ملكية خاصة تساعد على ضبط القرار الجماعي وانسجام  المستعمرة، عندما تموت الملكة ويزول أثر هذا الفيرمون تدب الفوضى في المستعمرة ويعرف الجميع عن موت الملكة والحاجة إلى وجود بديلة.

 

الفيرومونات عند النمل:

تفرز فيرومونات النمل من غدد خاصة في نهاية البطن وتستقبل بواسطة قرون الاستشعار.

عندما تجد نملة مصدر للغذاء فإنها تفرز فيرومون الأثر، وهو عبارة عن نقط صغيرة من مصدر الغذاء إلى المستعمرة

وعندما تعود النملة التي عثرت على الغذاء إدراجها إلى مستعمرة النمل تندفع متجولة في أرجائها، فيتجمع باقي النمل حولها، وتقوم بملامسة قرون الاستشعار، وهما بذلك يتبادلان إشارات تخبر بوجود غذاء ومعرفة طريقة بتتبع الأثر الكيماوي الذي أفرزته النملة الباحثة عن طريق الشم بقرون الاستشعار.

 

أ- الطريقة العادية لتتبع الأثر في شكل متعرج (لاحظ التبادل بين قرني الاستشعار).

ب– طريقة تتبع الأثر عند قطع قرن الاستشعار الشمالي (لاحظ تتبع الأثر دائما على الجهة اليمنى).

ج- طريقة تتبع الأثر عند عكس موضع قرني الاستشعار (لاحظ التخبط الذي يعتري تصرفات النملة).

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]