وسيلة نقل البضائع عبر القنوات المائية
2016 الثورة الصناعية
جون كلارك
KFAS
قبل ظهور القطارات مثلت القنوات المائية الوسيلة الرئيسة لنقل البضائع الثقيلة.
فمع نهايات القرن الثامن عشر سحبت البَرجات عبر القنوات الخشب والفحم وخامات الحديد – وهي المواد الخام اللازمة للتصنيع مع بزوغ عصر الثورة الصناعية – كما قطرت المنتجات النهائية، ووفرت الجياد قوة الدفع اللازمة.
شيد الصينيون قبل أكثر من الفي عام أولى قنوات النقل المائية. كما انتشر استخدام نظم قنوات الصرف الصحي والري في شمال الهند على نطاق واسع، وكذلك في هولندا بحلول العصور الوسطى.
أما استخدام القنوات للنقل الصناعي فلم ير النور حتى عام ١٧٥٧ بعد انتهاء المهندس الإنجليزي هنري بري (١٨١٢-١٧٢٠) من تشييد قناة سانكي بروك الملاحية قرب مدينة سينت هيلنز في شمال إنجلترا.
ضمت قناة سينت هيلنز هويسين شيدا بشكل متوازٍ إلى جانب بعضهما البعض عرفا بالهويس السُلمي.
تعتبر قناة بردجووتر قرب مدينة مانتشستر بإنجلترا أول قناة ذات مردود تجاري والتي صممها المهندس جيمـــــس برندلــــي (٧٢-١٧١٦) وأنتهى من تشييدها عام ١٧٦١.
بلغ عرض القناة في حده الأدنى ٢٦ قدماً (٨ م) واتخذ شكلاً متعرجاً (لينساب الماء خلالها بفعل الجاذبية الأرضية) ولم يشمل أي هويس. تحتاج القنوات الأكثر استقامة إلى بناء هويسات لمعالجة التغير في ميل الأراضي التي تمرّ فيها، كما تحتاج إلى حفر أنفاق لتفادي المرتفعات وقنوات مساندة للمرور عبر الأودية.
في القنوات الي شيدها برندلي في وقت لاحق بلغ عرض الهويسات حدود ١٣ قدماً (٤ م) فقط. وكانت عرض البرجات العابرة لهذه القنوات بالتالي أقل من هذه المسافة، لكن يمكن لطولها أن يبلغ حوالي ٧٢ قدماً (٢٢ م) – وهو الطول الأقصى للهويسات.
ونتيجة لذلك عرفت البرجات هذه بالقوارب الضيقة. كان يمكن لحمولة البرجات أن بيلغ ٣٣ طناً (٣٠ طناً مترياً)، في حين لا تزيد حمولة العربات عن ٢.٢ طن (٢ طن متري) ولا تزيد حمولة الجياد في العادة عن ٣٠٠ رطل (١٣٥ كجم) .
تزايد أعداد قنوات النقل بعد ذلك. ففي عام ١٧٧٣ فوضت الحكومــــة البريطانـيــة المهنــــدس الإسكتلنــــدي جيمس وات (١٧٣٦-١٨١٩) لمسح الطرق في إسكتلندا لتحديد أنسبها لربط بحيرات المياه العذبة (لوخ) مع بعضها وصولاً إلى ربطها ببحر الشمال والمحيط الأطلسي.
بدأ المهندس الإسكتلندي توماس تلفورد (١٨٣٤-١٧٥٧) العمل في هذا المشروع عام ١٨٠٣ ليتوج بإبحار أول ناقلة عبر القناة عام ١٨٢٢. أما أول قناة مهيأة لاستقبال البواخر العابرة للبحار (السفن الكبيرة) فقد دشنت عام ١٨١٩ والتي ربطت مدينة إكستر في الجنوب الغربي لإنجلترا بالبحر.
في أمريكا الشمالية يُعتقد أن أول قناة ذات هويسات شيدت هي الممر المائي القصير في كوتوه- دو- لاك بمقاطعة كيوبك، التي بناها المهندس الإنجليزي وليام توس (١٨٢٧-١٧٤٥) عام ١٧٧٩ بهدف تخطي منطقة ممتدة عاتية الموج في نهر سينت لورانس.
وفي عام ١٨٢٥ افتتحت قناة إيري لنقل محاصيل الحبوب من منطقة البحيرات الكبرى إلى مدينة نيويورك عبر نهر هدسون.
يبلغ طول القناة ٣٦٢ ميلاً (٥٨٣ كلم) بعرض ٣٩ قدماً (١٢ م) وعمق ٤ أقدام (١.٢ م) ويحتوي ٨٣ هويساً لعبور الأراضي المرتفعة غرب مدينة تروي في نيويورك.
وخلال أقل من عشر سنوات زادت عوائد عبور القناة عن تكاليف إنشائه البالغة سبعة ملايين دولار.
وبعد التوسعة الحديثة للقناة، التي أصبحت جزءاً من نظم القنوات لولاية نيويورك، يمكن عبور برجات حمولتها حوالي ٢,٢٠٤ أطنان (٢,٠٠٠ طن متري) .
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]