ومضات علمية 25 : ثورة ماركوني اللاسلكية
نحن نعيش في عالم يمكننا فيه أن نتواصل مع أي شخص تقريبا، وفي أي مكان. ومن المثير للدهشة أننا لا نحتاج إلى أن نكون موصولين بأسلاك لكي نفعل ذلك. فقد غيّرت الاتصالات اللاسلكية العالم. في هذه الحلقة من سلسلة تجارب غيرت العالم سنتعرف على ثورة ماركوني اللاسلكية.
كان الفيزيائي الإيطالي غولييلمو ماركوني Guglielmo Marconi رائداً في مجال الاتصالات؛ وبسبب تأثره بالاكتشاف الحديث للموجات الكهرومغناطيسية، وهو في سن العشرين، نجح في إرسال إشارة لاسلكية عبر مسافة تزيد على 2.4 كم. وكان ماركوني شديد الولع بالاختراع، وأراد أن يصنع من هذه التكنولوجيا شيئا عمليا ومربحا تجاريا. وفي عام 1897 انتقل إلى ساليزبوري بلينز ليعرض نظامه العملي على الحكومة البريطانية، تضمن نظامه استخدام هوائي معلق بواسطة بالون لتحسين نطاق الإرسال اللاسلكي. وعند خفض مفتاح مورس، فقد يتسبب ذلك في حدوث شرارة تتدفق عبر الهوائي وتشع متجهة نحو الفضاء. وعند انتشارها في الهواء، يمرِّرُ هوائي ثان متصل بالمستقبل الناقل الترابطي Coherer لإغلاق الدائرة وإطلاق جرس. وقد أثبت إمكانية نقل هذه الإشارة إلى مسافة أبعد من أي وقت مضى دون الحاجة إلى أسلاك. وتمثلت مهمته التالية بالإرسال عبر بحر مفتوح، فاختار لافرنوك بوينت في ويلز كموقع لتلك التجربة المهمة. واصل ماركوني تطوير هذه التقنية، وفي 12 ديسمبر من عام 1901 ، بث أول رسالة إذاعية طويلة المدى لمسافة 3,380 كم عبر المحيط الأطلسي، بين بولدو، كورنوال بإنجلترا، وسانت جونز، نيوفاوندلاند، كندا. وقد اخترع أساس كل الاتصالات اللاسلكية السائدة اليوم، وعلى الرغم من أن المعدات التي استخدمها لم تكن جديدة، كان التنظيم متطورا. يقول ماركوني: «من تجاربي الأولى، كنت دائماً مؤمنا بأنه سيأتي يوم تتمكن فيه البشرية من بث الرسائل دون أسلاك من بين أبعد أطراف الأرض تقريبا. » كم كان ماركوني محقا في ذلك.